الله سبحانه بعبوديته الخالصة، وهو رسول حبيب لأنه يحبب الله سبحانه إلى الخلق بإظهار جمال أسمائه الحسنى.

أم هل يمكن أن لا يريد مَن يملك خزائن مشحونة بأغلى الأشياء وأعجبها وبما يدهش العقول، إظهار كماله المستتر. وأن لا يطلب عرضه على أنظار الخلق أجمعين، وكشفَه على مرأى منهم، بوساطة معرّف حاذق ومعلن وصّاف؟

أم هل يمكن لِمَن زيّن هذا الكون بمخلوقات معبّرة عن كمال أسمائه الحسنى، وجعله قصرا رائعا، وجمّله ببدائع صنعته المذهلة، وعرضه على الأنظار، ثم لا يكل أمر إيضاحه إلى مرشد معلم رائد؟

أم هل يمكن أن لا يبيّن مالك هذا الكون بوساطة رسول: ما الغاية من تحولات هذا الكون وما القصد من هذا الطلسم المغلق؟ وان لا يجيب بوساطته عن ألغاز الأسئلة الثلاثة المستعصية في الموجودات، وهي: من أين؟ والى أين؟ ومن تكون؟

أم هل يمكن للخالق ذي الجلال الذي عرّف نفسه إلى ذوي الشعور بهذه المخلوقات الجميلة، وحبّبها إليهم بنعمه الغالية، أن لا يبيّن لهم بوساطة رسول ما يريد منهم وما يرضيه إزاء هذه النعم السابغة؟

أم هل يمكن للخالق الذي ابتلى النوع الإنساني باختلاف المشاعر والاتجاهات، وهيأ استعداده للعبودية التامة الكلية، أن لا يطلب توجيه أنظار هذا النوع من الكثرة إلى التوحيد بوساطة مرشد مرسل؟

وهكذا فإن هناك دلائل أخرى زيادة على ما تقدم، كلها براهين قاطعة تبين: «وظائف النبوة ومهامها»، وتوضّح أن الألوهية لا تكون بلا رسالة.

والآن، فهل ظهر في العالم مَن هو أكثرُ أهلية، وأجمعُ لتلك الأوصاف والوظائف التي ذكرت، من محمد الهاشمي ﷺ؟ أم هل هناك أحد أليَق منه ﷺ لمنصب الرسالة ومهمة التبليغ؟ وهل أظهر الزمان أحدا أعظم أهلية منه؟ كلا. ثم كلا.. فهو إمام جميع المرسلين، وقرة عين كل الأصفياء، وسلطان جميع المرشدين، وزبدة كل المختارين والمقربين، صاحب ألوف المعجزات


Yükleniyor...