وذيله»، أنه عند إسناد خلقِ الأشياء إلى الواحدِ الأحد يسهل خلقُ الجميع كخلق شيء واحد، وإذا أسند خلق شيءٍ واحد إلى الأسباب المادية فيكون صعبا جدا ومعضلا كخلق الجميع.
المسألة الثانية: إن القدرة الإلهية تتعلق بملكوتية الأشياء
نعم، إن لكل شيء في الكون وجهَين كالمرآة: أحدهما: جهةُ الـمُلك وهي كالوجه المطلي الملوّن من المرآة. والآخر هي جهة المَلكوت وهي كالوجه الصقيل للمرآة.
فجهة الملك، هي مجالُ وميدان تجوّل الأضداد ومحل ورود أمور الحُسن والقُبح والخير والشر والصغير والكبير والصعب والسهل وأمثالها.. لذا وضعَ الخالقُ الحكيم الأسبابَ الظاهرة ستارا لتصرفات قدرته، لئلا تظهر مباشرةُ يد القدرة الحكيمة بالذات على الأمور الجزئية التي تظهر للعقول القاصرة التي ترى الظاهر، كأنها خسيسة غير لائقة، إذ العظمةُ والعزّة تتطلب هكذا.. إلّا أنه سبحانه لم يعطِ التأثير الحقيقي لتلك الأسباب والوسائط؛ إذ وحدةُ الأحدية تقتضي هكذا أيضا.
أما جهة الملكوت، فهي شفافة، صافية، نزيهة، في كل شيء، فلا تختلط معها ألوان ومزخرفاتُ التشخصات.. هذه الجهة متوجهة إلى بارئها دون وساطة، فليس فيها ترتّب الأسباب والمسبّبات ولا تسلسل العلل، ولا تدخل فيها العليّة والمعلولية، ولا تتداخل الموانع. فالذرةُ فيها تكون شقيقةَ الشمس.
نخلص مما سبق: أن تلك القدرة هي مجردة، أي ليست مؤلّفة ومركّبة، وهي مطلقة غير محدودة، وهي ذاتية أيضا. أما محل تعلّقها بالأشياء فهي دون وساطة، صافية دون تعكر، ودون ستار ودون تأخير، لذا لا يستكبر أمامَها الكبيرُ على الصغير، ولا تُرجّح الجماعةُ على الفرد، ولا يتبجّح الكلّ أمام الجزء ضمن تلك القدرة.
المسألة الثالثة: نسبة القدرة قانونية
أي إنها تنظر إلى القليل والكثير والصغير والكبير نظرةً واحدةً متساويةً. فهذه المسألة الغامضة سنقرّبها إلى الذهن ببعض الأمثلة. فالشفافية، والمقابلة، والموازنة، والانتظام،
المسألة الثانية: إن القدرة الإلهية تتعلق بملكوتية الأشياء
نعم، إن لكل شيء في الكون وجهَين كالمرآة: أحدهما: جهةُ الـمُلك وهي كالوجه المطلي الملوّن من المرآة. والآخر هي جهة المَلكوت وهي كالوجه الصقيل للمرآة.
فجهة الملك، هي مجالُ وميدان تجوّل الأضداد ومحل ورود أمور الحُسن والقُبح والخير والشر والصغير والكبير والصعب والسهل وأمثالها.. لذا وضعَ الخالقُ الحكيم الأسبابَ الظاهرة ستارا لتصرفات قدرته، لئلا تظهر مباشرةُ يد القدرة الحكيمة بالذات على الأمور الجزئية التي تظهر للعقول القاصرة التي ترى الظاهر، كأنها خسيسة غير لائقة، إذ العظمةُ والعزّة تتطلب هكذا.. إلّا أنه سبحانه لم يعطِ التأثير الحقيقي لتلك الأسباب والوسائط؛ إذ وحدةُ الأحدية تقتضي هكذا أيضا.
أما جهة الملكوت، فهي شفافة، صافية، نزيهة، في كل شيء، فلا تختلط معها ألوان ومزخرفاتُ التشخصات.. هذه الجهة متوجهة إلى بارئها دون وساطة، فليس فيها ترتّب الأسباب والمسبّبات ولا تسلسل العلل، ولا تدخل فيها العليّة والمعلولية، ولا تتداخل الموانع. فالذرةُ فيها تكون شقيقةَ الشمس.
نخلص مما سبق: أن تلك القدرة هي مجردة، أي ليست مؤلّفة ومركّبة، وهي مطلقة غير محدودة، وهي ذاتية أيضا. أما محل تعلّقها بالأشياء فهي دون وساطة، صافية دون تعكر، ودون ستار ودون تأخير، لذا لا يستكبر أمامَها الكبيرُ على الصغير، ولا تُرجّح الجماعةُ على الفرد، ولا يتبجّح الكلّ أمام الجزء ضمن تلك القدرة.
المسألة الثالثة: نسبة القدرة قانونية
أي إنها تنظر إلى القليل والكثير والصغير والكبير نظرةً واحدةً متساويةً. فهذه المسألة الغامضة سنقرّبها إلى الذهن ببعض الأمثلة. فالشفافية، والمقابلة، والموازنة، والانتظام،
Yükleniyor...