إن القدرة الإلهية ذاتية؛ فلا يمكن أن يتخللها العجزُ..
وإنها تتعلّق بملكوتية الأشياء، فلا تتداخل الموانعُ فيها مطلقا..
وإن نسبتَها قانونية؛ فالجزءُ يتساوى مع الكل والجزئي يصبح بحكم الكلّي..
وسنثبت ونوضح هذه المسائل الثلاث:
المسألة الأولى: إن القدرة الإلهية الأزلية ضرورية للذات الجليلة المقدسة .
أي إنها بالضرورة لازمة للذات المقدسة، فلا يمكن أن يكون للقدرة منها فكاك مطلقا، لذا فمن البديهي أن العجز الذي هو ضدُّ القدرة لا يمكن أن يَعرِض للذات الجليلة التي استلزمت القدرةَ، لأنه عندئذ سيجتمع الضدان، وهذا محال.
فما دام العجزُ لا يمكن أن يكون عارضا للذات، فمن البديهي أنه لا يمكن أن يتخلل القدرةَ اللازمةَ للذات أيضا، ومادام العجزُ لا يمكنه أن يدخل في القدرة قطعا، فبديهي إذن أن القدرة الذاتية ليست فيها مراتب، لأن وجود المراتب في كل شيء يكون بتداخُل أضدادِه معه، كما هو في مراتب الحرارة التي تكون بتخلل البرودة، ودرجات الحُسن التي تكون بتداخل القُبح.. وهكذا فقس.
أما في الممكنات فلأنه ليس هناك لزوم ذاتي حقيقي أو تابع؛ أصبحت الأضدادُ متداخلةً بعضُها مع البعض الآخر، فتولّدت المراتبُ ونتجت عنها الاختلافات، فنشأت منها تغيرات العالم. وحيث إنه ليست هناك مراتب قط في القدرة الإلهية الأزلية، لذا فالمقدّراتُ هي حتما واحدة بالنسبة إلى تلك القدرة، فيتساوى العظيمُ جدا مع المتناهي في الصغر، وتتماثل النجومُ مع الذرات، وحشرُ جميع البشر كبعث نفس واحدة.. وكذا خلق الربيع كخلق زهرة واحدة سهل هيّن أمام تلك القدرة.. ولو أسند الخلقُ إلى الأسباب المادية دون القدرة المطلقة عند ذاك يكون إحياءُ زهرة واحدة عسيرا وصعبا مثل إحياء الربيع.
وقد أثبتنا بالبراهين الدامغة في حاشية الفقرة الأخيرة من المرتبة الرابعة لمراتب «الله أكبر» من المقام الثاني لهذه الكلمة، وفي «الكلمة الثانية والعشرين» و«المكتوب العشرين
وإنها تتعلّق بملكوتية الأشياء، فلا تتداخل الموانعُ فيها مطلقا..
وإن نسبتَها قانونية؛ فالجزءُ يتساوى مع الكل والجزئي يصبح بحكم الكلّي..
وسنثبت ونوضح هذه المسائل الثلاث:
المسألة الأولى: إن القدرة الإلهية الأزلية ضرورية للذات الجليلة المقدسة .
أي إنها بالضرورة لازمة للذات المقدسة، فلا يمكن أن يكون للقدرة منها فكاك مطلقا، لذا فمن البديهي أن العجز الذي هو ضدُّ القدرة لا يمكن أن يَعرِض للذات الجليلة التي استلزمت القدرةَ، لأنه عندئذ سيجتمع الضدان، وهذا محال.
فما دام العجزُ لا يمكن أن يكون عارضا للذات، فمن البديهي أنه لا يمكن أن يتخلل القدرةَ اللازمةَ للذات أيضا، ومادام العجزُ لا يمكنه أن يدخل في القدرة قطعا، فبديهي إذن أن القدرة الذاتية ليست فيها مراتب، لأن وجود المراتب في كل شيء يكون بتداخُل أضدادِه معه، كما هو في مراتب الحرارة التي تكون بتخلل البرودة، ودرجات الحُسن التي تكون بتداخل القُبح.. وهكذا فقس.
أما في الممكنات فلأنه ليس هناك لزوم ذاتي حقيقي أو تابع؛ أصبحت الأضدادُ متداخلةً بعضُها مع البعض الآخر، فتولّدت المراتبُ ونتجت عنها الاختلافات، فنشأت منها تغيرات العالم. وحيث إنه ليست هناك مراتب قط في القدرة الإلهية الأزلية، لذا فالمقدّراتُ هي حتما واحدة بالنسبة إلى تلك القدرة، فيتساوى العظيمُ جدا مع المتناهي في الصغر، وتتماثل النجومُ مع الذرات، وحشرُ جميع البشر كبعث نفس واحدة.. وكذا خلق الربيع كخلق زهرة واحدة سهل هيّن أمام تلك القدرة.. ولو أسند الخلقُ إلى الأسباب المادية دون القدرة المطلقة عند ذاك يكون إحياءُ زهرة واحدة عسيرا وصعبا مثل إحياء الربيع.
وقد أثبتنا بالبراهين الدامغة في حاشية الفقرة الأخيرة من المرتبة الرابعة لمراتب «الله أكبر» من المقام الثاني لهذه الكلمة، وفي «الكلمة الثانية والعشرين» و«المكتوب العشرين
Yükleniyor...