الربوبية في الأرزاق، يبيّن أن تلك الذرات، منذ البداية، كانت معيّنةً ومأمورةً، وكانت مسؤولةً عن وظيفة، وكانت مهيّأةً مستعدةً للوصول إلى تلك المراتب المخصصة لها. وكأن كلّ ذرة مكتوب على جبينها ما ستؤولُ إليها، أي أنها ستكون رزقا للخلية الفلانية. مما يشير لنا هذا النظامُ الرائع إلى أن اسمَ كلِّ إنسان مكتوب على رزقه، كما أن رزقَه مكتوب على جبينه بقلم القدر. فهل من الممكن أنّ الربّ الرحيم ذا القدرةِ المطلقة والحكمةِ المحيطة ألّا يُنشئ «النشأةَ الأخرى»؟ أو يعجِز عنها؟ وهو الذي له مُلك السماوات والأرض وهنّ مطويات بيمينه من الذرات إلى المجرات ويديرُها جميعا ضمن نظام مُحكم وميزان دقيق.. فسبحان الله عما يصفون.
لذلك فإن كثيرا من آيات القرآن الكريم تُلفت نظرَ الإنسان إلى «النشأة الأولى» الحكيمة كمَثَلٍ قياسي لـ«لنشأة الأخرى» في الحشر والقيامة، وذلك كي تستبعد إنكارَها من ذهن الإنسان فتقول: ﹛﴿ قُلْ يُحْي۪يهَا الَّذ۪ٓي اَنْشَاَهَٓا اَوَّلَ مَرَّةٍۜ .. ﴾|﹜ (يس:٧٩) أي إن الذي أنشأكم -ولم تكونوا شيئا يذكر- على هذه الصورة الحكيمة هو الذي يحييكم في الآخرة.
وتقول: ﹛﴿ وَهُوَ الَّذ۪ي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُع۪يدُهُ وَهُوَ اَهْوَنُ عَلَيْهِ ﴾|﹜ (الروم:٢٧) أي إنّ إعادَتكم وإحياءَكم في الآخرة هي أسهلُ من خلقكم في الدنيا، إذ كما أن الجنود إذا ما انتشروا وتفرّقوا للاستراحة، يمكن إرجاعهم إلى أماكنهم تحت راية الفرقة بنفخةٍ من البوق العسكري، فجَمعُهم هكذا من الاستراحة في مكان معين أسهلُ بكثير من تكوين فرقةٍ جديدة من الجنود. كذلك فإن الذرات الأساس التي استَأنستْ وارتبط بعضُها بالبعض الآخر بامتزاجها في جسم معين عندما ينفخُ إسرافيل عليه السّلام في صُورِهِ نفخةً واحدةً تهبّ قائلةً: لبّيك لأمر الخالق العظيم، وتجتمع. فاجتماعها بعضها مع البعض الآخر مرة أخرى لا ريب أسهل وأهون عقلا، من إيجاد تلك الذرات أول مرّةً.
هذا وقد لا يكون ضروريا اجتماع جميعِ الذرات، وإنما تكفي الذراتُ الأساسُ التي هي بمثابة البذور والنوى للأجسام. كما عبّر عنها الحديثُ الشريف «عَجْب الذنب» (4) الذي هو الجزء الأساس والذرة الأصيلة الكافية وحدها أن تكون أساسا لإنشاء النشأة الآخرة عليها، فالخالق الحكيم يبني من جديد جسدَ الإنسان على ذلك الأساس.
لذلك فإن كثيرا من آيات القرآن الكريم تُلفت نظرَ الإنسان إلى «النشأة الأولى» الحكيمة كمَثَلٍ قياسي لـ«لنشأة الأخرى» في الحشر والقيامة، وذلك كي تستبعد إنكارَها من ذهن الإنسان فتقول: ﹛﴿ قُلْ يُحْي۪يهَا الَّذ۪ٓي اَنْشَاَهَٓا اَوَّلَ مَرَّةٍۜ .. ﴾|﹜ (يس:٧٩) أي إن الذي أنشأكم -ولم تكونوا شيئا يذكر- على هذه الصورة الحكيمة هو الذي يحييكم في الآخرة.
وتقول: ﹛﴿ وَهُوَ الَّذ۪ي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُع۪يدُهُ وَهُوَ اَهْوَنُ عَلَيْهِ ﴾|﹜ (الروم:٢٧) أي إنّ إعادَتكم وإحياءَكم في الآخرة هي أسهلُ من خلقكم في الدنيا، إذ كما أن الجنود إذا ما انتشروا وتفرّقوا للاستراحة، يمكن إرجاعهم إلى أماكنهم تحت راية الفرقة بنفخةٍ من البوق العسكري، فجَمعُهم هكذا من الاستراحة في مكان معين أسهلُ بكثير من تكوين فرقةٍ جديدة من الجنود. كذلك فإن الذرات الأساس التي استَأنستْ وارتبط بعضُها بالبعض الآخر بامتزاجها في جسم معين عندما ينفخُ إسرافيل عليه السّلام في صُورِهِ نفخةً واحدةً تهبّ قائلةً: لبّيك لأمر الخالق العظيم، وتجتمع. فاجتماعها بعضها مع البعض الآخر مرة أخرى لا ريب أسهل وأهون عقلا، من إيجاد تلك الذرات أول مرّةً.
هذا وقد لا يكون ضروريا اجتماع جميعِ الذرات، وإنما تكفي الذراتُ الأساسُ التي هي بمثابة البذور والنوى للأجسام. كما عبّر عنها الحديثُ الشريف «عَجْب الذنب» (4) الذي هو الجزء الأساس والذرة الأصيلة الكافية وحدها أن تكون أساسا لإنشاء النشأة الآخرة عليها، فالخالق الحكيم يبني من جديد جسدَ الإنسان على ذلك الأساس.
Yükleniyor...