الخالدة تطلّ عليها، وهو إذ يملك قوةَ إجماع الأنبياء عليهم السلام جميعهِم وتواترَ الأولياء الصادقين كلّهِم، فقد رَكّز بيقين راسخ كلَّ دعواه، بكل قواه، بعد توحيد الله، على هذه النقطة الأساس، وهي الحشرُ والحياةُ الآخرة. فهل هناك شيء يمكن أن يزحزح هذه القوة الصامدة؟.
وقد أوضحت الحقيقة الثانية عشرة من «الكلمة العاشرة» هذه الحقيقة بوضوح تام.
المدار العاشر
وهو البلاغ المُبين للقرآن الكريم الذي حافظ على إعجازه -بسبعة أوجه- طوال ثلاثة عشر قرنا وما زال، كما أثبتنا أربعين نوعا من إعجازه في «الكلمة الخامسة والعشرين».
نعم، إنّ إخبارَ القرآن نفسِه عن الحشر الجسماني هو تنوير كافٍ وكشف بيّن له، فهو المفتاح للحكمة المُودَعة في الكائنات وللسرّ المغلق للعالم. ولقد دعا هذا القرآنُ العظيم مرارا إلى التفكر ولَفت الأنظار إلى آلافٍ من البراهين العقلية القطعية. فالآيات الكريمة مثلا: ﹛﴿ وَقَدْ خَلَقَكُمْ اَطْوَارًا ﴾|﹜ (نوح:١٤) ﹛﴿ قُلْ يُحْي۪يهَا الَّذ۪ٓي اَنْشَاَهَٓا اَوَّلَ مَرَّةٍۜ ﴾|﹜ (يس:٧٩) إنما هي نماذج للقياس التمثيلي. وإن ﹛﴿ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَب۪يدِ ﴾|﹜ (فصلت:٤٦) نموذج آخر يشير إلى دليل العدالة في الكون، وآيات كثيرة أخرى قد وضعت فيها نظاراتُ «مراصد» ذات عدسات مكبّرة كثيرة كي تنظر بإمعان من خلالها إلى السعادة الأبدية في الحشر الجسماني.
وقد أوضحنا في رسالة «النقطة» القياس التمثيلي الموجود في الآيتين الأوليين مع سائر الآيات الأخرى، وخلاصته: أنّ الإنسان كلّما انتقل من طورٍ إلى طور مرّ بانقلاباتٍ منتظمة عجيبة، فمن النطفة إلى العلقة ومن العلقة إلى المضغة ومن المضغة إلى العظم ثم اللحم، ومن ثم إلى خلق جديد، أي إن انقلابه إلى صورةِ إنسان يتبَع دساتيرَ دقيقة. فكلُّ طور منها له من القوانين الخاصة والأنظمة المعيّنة والحركات المطّردة، بحيث يشفّ عما تحته من أنوار القصد والإرادة والاختيار والحكمة.
وعلى الطريقة نفسها فإن الخالق الحكيم يُبدّل هذا الجسد سنويا كتبديل الثياب، فيكون هذا الجسدُ بحاجة إلى تركيب جديد كي يتبدّل ويبقى حيّا، وبحاجة إلى إحلال ذراتٍ فعّالة جديدة محلَّ ما انحلّ من الأجزاء؛ لذا فكما أن الجسد تنهدم حجيراتُه بقانون إلهي منتظم،
وقد أوضحت الحقيقة الثانية عشرة من «الكلمة العاشرة» هذه الحقيقة بوضوح تام.
المدار العاشر
وهو البلاغ المُبين للقرآن الكريم الذي حافظ على إعجازه -بسبعة أوجه- طوال ثلاثة عشر قرنا وما زال، كما أثبتنا أربعين نوعا من إعجازه في «الكلمة الخامسة والعشرين».
نعم، إنّ إخبارَ القرآن نفسِه عن الحشر الجسماني هو تنوير كافٍ وكشف بيّن له، فهو المفتاح للحكمة المُودَعة في الكائنات وللسرّ المغلق للعالم. ولقد دعا هذا القرآنُ العظيم مرارا إلى التفكر ولَفت الأنظار إلى آلافٍ من البراهين العقلية القطعية. فالآيات الكريمة مثلا: ﹛﴿ وَقَدْ خَلَقَكُمْ اَطْوَارًا ﴾|﹜ (نوح:١٤) ﹛﴿ قُلْ يُحْي۪يهَا الَّذ۪ٓي اَنْشَاَهَٓا اَوَّلَ مَرَّةٍۜ ﴾|﹜ (يس:٧٩) إنما هي نماذج للقياس التمثيلي. وإن ﹛﴿ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَب۪يدِ ﴾|﹜ (فصلت:٤٦) نموذج آخر يشير إلى دليل العدالة في الكون، وآيات كثيرة أخرى قد وضعت فيها نظاراتُ «مراصد» ذات عدسات مكبّرة كثيرة كي تنظر بإمعان من خلالها إلى السعادة الأبدية في الحشر الجسماني.
وقد أوضحنا في رسالة «النقطة» القياس التمثيلي الموجود في الآيتين الأوليين مع سائر الآيات الأخرى، وخلاصته: أنّ الإنسان كلّما انتقل من طورٍ إلى طور مرّ بانقلاباتٍ منتظمة عجيبة، فمن النطفة إلى العلقة ومن العلقة إلى المضغة ومن المضغة إلى العظم ثم اللحم، ومن ثم إلى خلق جديد، أي إن انقلابه إلى صورةِ إنسان يتبَع دساتيرَ دقيقة. فكلُّ طور منها له من القوانين الخاصة والأنظمة المعيّنة والحركات المطّردة، بحيث يشفّ عما تحته من أنوار القصد والإرادة والاختيار والحكمة.
وعلى الطريقة نفسها فإن الخالق الحكيم يُبدّل هذا الجسد سنويا كتبديل الثياب، فيكون هذا الجسدُ بحاجة إلى تركيب جديد كي يتبدّل ويبقى حيّا، وبحاجة إلى إحلال ذراتٍ فعّالة جديدة محلَّ ما انحلّ من الأجزاء؛ لذا فكما أن الجسد تنهدم حجيراتُه بقانون إلهي منتظم،
Yükleniyor...