فالملائكة إذ يمثلون الموجودات ويعبّرون عن تسبيحاتها في عالم المَلكوت، فالموجوداتُ بدورها هي بحكم المساكن والمساجد للملائكة في عالم المُلك والشهادة. ولقد بيّنا في «الكلمة الرابعة والعشرين» في الغصن الرابع منها أن مالكَ قصرِ هذا العالم الفخم وصانعَه جلّ جلالُه يستخدم في إعمار مملكته أربعةَ أقسام من العاملين، وفي مقدمتهم الملائكةُ والروحانيات.
«فالنباتات والجمادات» تقوم بعملها دون درايةٍ لقصدِ الصانع الحكيم، ودون أن تأخذ أجرةً لقاء خدماتها العظيمة، ولكن تقوم بها بإمرةِ مَن يعلمُ بقصد المالك. و«الحيوانات» تقوم بخدمات عظيمة كلّية دون دراية أيضا، ولكن بأجرةٍ جزئية. و«الإنسان» يُستخدم في أعمال موافقة لما يعلم من مقاصد الصانع ذي الجلال مقابل أجرتين: آجلة وعاجلة، مع أخذٍ لنصيب نفسه أيضا من كل شيء، ورعايتِه العمالَ الآخرين: النباتات والحيوانات..
نعم، فما دام استخدام هذه الأنواع مشاهَدا عيانا، فلابدّ أن هناك قسما رابعا. بل هم مقدمةُ صفوف الخَدَمة والعمال، فهم يتشابهون مع الإنسان من ناحية، حيث يعلَمون المقاصد العامة للصانع ذي الجلال، فيعبدونَه بحركاتهم المنسجمة مع أوامره، ولكنهم يختلفون عن الإنسان من ناحية أخرى وهي أنهم مجرّدون من حظوظ النفس وأخذ الأجرة الجزئية، إذ يكتفون بما يحصلونه من اللذة والذوق والكمال والسعادة بمجرّد نظره سبحانه إليهم، ومن أوامره لهم، وتوجّهه إليهم، وقُربهم منه، وانتسابهم إليه. فيسْعون لأجله، وباسمه، فيما يخصهم من أعمال بكل إخلاص.. وأولئك هم الملائكة، فتتنوع وظائفُ عبوديتهم حسب أجناسهم، وحسب أنواع الموجودات في الكون؛ إذ كما أن للحكومة موظفِين مختلفين حسب اختلاف وتنوع دوائرها، كذلك تتنوع تسبيحاتُ ووظائفُ العبودية باختلاف الدوائر في سلطنة الربوبية.
فمثلا: سيدُنا ميكائيل عليه السلام بأمر من الله ولأجله، وبحَوله وقوته، هو كالمشرِف العام -إذا جاز التعبير- على جميع المخلوقات الإلهية المزروعة في حقل الأرض، أي هو رئيسُ جميع مَن هم بحكم المُزارع من الملائكة. وللفاطر الحكيم جلّ جلالُه كذلك مَلَك موكّل عظيم يتولّى بإذنه وأمره وبقوّته وحكمته رئاسة جميع الرعاة المعنويين للحيوانات جميعا.
«فالنباتات والجمادات» تقوم بعملها دون درايةٍ لقصدِ الصانع الحكيم، ودون أن تأخذ أجرةً لقاء خدماتها العظيمة، ولكن تقوم بها بإمرةِ مَن يعلمُ بقصد المالك. و«الحيوانات» تقوم بخدمات عظيمة كلّية دون دراية أيضا، ولكن بأجرةٍ جزئية. و«الإنسان» يُستخدم في أعمال موافقة لما يعلم من مقاصد الصانع ذي الجلال مقابل أجرتين: آجلة وعاجلة، مع أخذٍ لنصيب نفسه أيضا من كل شيء، ورعايتِه العمالَ الآخرين: النباتات والحيوانات..
نعم، فما دام استخدام هذه الأنواع مشاهَدا عيانا، فلابدّ أن هناك قسما رابعا. بل هم مقدمةُ صفوف الخَدَمة والعمال، فهم يتشابهون مع الإنسان من ناحية، حيث يعلَمون المقاصد العامة للصانع ذي الجلال، فيعبدونَه بحركاتهم المنسجمة مع أوامره، ولكنهم يختلفون عن الإنسان من ناحية أخرى وهي أنهم مجرّدون من حظوظ النفس وأخذ الأجرة الجزئية، إذ يكتفون بما يحصلونه من اللذة والذوق والكمال والسعادة بمجرّد نظره سبحانه إليهم، ومن أوامره لهم، وتوجّهه إليهم، وقُربهم منه، وانتسابهم إليه. فيسْعون لأجله، وباسمه، فيما يخصهم من أعمال بكل إخلاص.. وأولئك هم الملائكة، فتتنوع وظائفُ عبوديتهم حسب أجناسهم، وحسب أنواع الموجودات في الكون؛ إذ كما أن للحكومة موظفِين مختلفين حسب اختلاف وتنوع دوائرها، كذلك تتنوع تسبيحاتُ ووظائفُ العبودية باختلاف الدوائر في سلطنة الربوبية.
فمثلا: سيدُنا ميكائيل عليه السلام بأمر من الله ولأجله، وبحَوله وقوته، هو كالمشرِف العام -إذا جاز التعبير- على جميع المخلوقات الإلهية المزروعة في حقل الأرض، أي هو رئيسُ جميع مَن هم بحكم المُزارع من الملائكة. وللفاطر الحكيم جلّ جلالُه كذلك مَلَك موكّل عظيم يتولّى بإذنه وأمره وبقوّته وحكمته رئاسة جميع الرعاة المعنويين للحيوانات جميعا.
Yükleniyor...