فإن لم يكن هناك عبادُ الله المسمّون بـ«الملائكة» يأخذون بزمام هذه القوانين ويظهرونَها ويمثلونها، فلا يتعين لتلك القوانين والنواميس أيُّ وجود كان، ولا تُعرف لها هوية. فهي ليست حقيقةً خارجيةً قط، والحال أن الحياة حقيقة خارجية. والأمرُ الوهمي لا يمكن أن تُحمل عليه حقيقة خارجية.
نخلص من هذا أنه: مادام أهلُ الحكمة وأهل الدين وأصحاب العقل والنقل متفقين ضمنيا على أن الموجودات لا تنحصر في عالم الشهادة هذا، وأن عالم الشهادة الظاهر الجامد الذي لا يكاد يتفق مع إقامة الأرواح وتشكّلها قد تزين بهذا العدد الهائل من ذوي الأرواح والأنسام؛ لذا فالوجود لا يمكن أن يكونَ منحصرا فيه. بل هناك طبقات أخرى كثيرة من الوجود، بحيث يُصبح عالمُ الشهادة بالنسبة لها ستارا مزركشا. وما دام عالمُ الغيب وعالم المعنى ملائمَين للأرواح -كملاءمة البحار للأسماك- فلابدّ أنهما يزخران بأرواح ملائمةٍ لهما.
ولما كانت جميعُ الأمور قد شهدت على وجود معنى الملائكة، لذلك فلا ريب أنّ أحسنَ صورة لوجود الملائكة والحقائق الروحانية، وأفضلَ حال وكيفيةٍ لها، بحيث تستسيغها العقولُ السليمة وتستحسنها، هو بلا شك ما شرَحه القرآنُ الكريم وبيّنه بوضوح.
فالقـرآن الكـريـم يذكر المـلائكـة بأنـهم: ﹛﴿ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ ﴾|﹜ (الأنبياء:٢٦) ﹛﴿ لَا يَعْصُونَ اللّٰهَ مَٓا اَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾|﹜ (التحريم:٦).
فهم أجسام نورانية لطيفة تنقسم إلى أنواع مختلفة.
نعم، فكما أن البشر هم أمة يحملون ويمثّلون وينفّذون الشريعة الإلهية الآتية من صفة «الكلام»، كذلك الملائكةُ أمة عظيمة جدا بحيث إن قسم العاملين منهم يحملون ويمثّلون وينفّذون الشريعة التكوينية الآتية من صفة «الإرادة». وهم نوع من عباد الله الطائعين لأوامر المؤثّر الحقيقي الذي هو القدرةُ الفاطرة والإرادةُ الإلهية طاعةً كاملةً، حتى جعلوا كل جرم من الأجرام السماوية العلوية بمثابة مسجدٍ ومعبدٍ لهم.
نخلص من هذا أنه: مادام أهلُ الحكمة وأهل الدين وأصحاب العقل والنقل متفقين ضمنيا على أن الموجودات لا تنحصر في عالم الشهادة هذا، وأن عالم الشهادة الظاهر الجامد الذي لا يكاد يتفق مع إقامة الأرواح وتشكّلها قد تزين بهذا العدد الهائل من ذوي الأرواح والأنسام؛ لذا فالوجود لا يمكن أن يكونَ منحصرا فيه. بل هناك طبقات أخرى كثيرة من الوجود، بحيث يُصبح عالمُ الشهادة بالنسبة لها ستارا مزركشا. وما دام عالمُ الغيب وعالم المعنى ملائمَين للأرواح -كملاءمة البحار للأسماك- فلابدّ أنهما يزخران بأرواح ملائمةٍ لهما.
ولما كانت جميعُ الأمور قد شهدت على وجود معنى الملائكة، لذلك فلا ريب أنّ أحسنَ صورة لوجود الملائكة والحقائق الروحانية، وأفضلَ حال وكيفيةٍ لها، بحيث تستسيغها العقولُ السليمة وتستحسنها، هو بلا شك ما شرَحه القرآنُ الكريم وبيّنه بوضوح.
فالقـرآن الكـريـم يذكر المـلائكـة بأنـهم: ﹛﴿ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ ﴾|﹜ (الأنبياء:٢٦) ﹛﴿ لَا يَعْصُونَ اللّٰهَ مَٓا اَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾|﹜ (التحريم:٦).
فهم أجسام نورانية لطيفة تنقسم إلى أنواع مختلفة.
نعم، فكما أن البشر هم أمة يحملون ويمثّلون وينفّذون الشريعة الإلهية الآتية من صفة «الكلام»، كذلك الملائكةُ أمة عظيمة جدا بحيث إن قسم العاملين منهم يحملون ويمثّلون وينفّذون الشريعة التكوينية الآتية من صفة «الإرادة». وهم نوع من عباد الله الطائعين لأوامر المؤثّر الحقيقي الذي هو القدرةُ الفاطرة والإرادةُ الإلهية طاعةً كاملةً، حتى جعلوا كل جرم من الأجرام السماوية العلوية بمثابة مسجدٍ ومعبدٍ لهم.
Yükleniyor...