الكلمة التاسعة والعشرون

تخص بقاء الروح والملائكة والحشر


بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ

﹛﴿ تَنَزَّلُ الْمَلٰٓئِكَةُ وَالرُّوحُ ف۪يهَا بِاِذْنِ رَبِّهِمْۚ مِنْ كُلِّ اَمْرٍۙ ﴾|﹜ (القدر:٤)


﹛﴿ قُلِ الرُّوحُ مِنْ اَمْرِ رَبّ۪ي ﴾|﹜ (الإسراء:٨٥)


هذا المقام عبارة عن مقصدين أساسين مع مقدمة


المقدمة

يصحّ القول بأن وجودَ الملائكة والعالم الروحاني ثابت كثبوت وجود الإنسان والحيوان، فكما بَيّنا في المرتبة الأولى من «الكلمة الخامسة عشرة»: أنّ الحقيقةَ تقتضي قطعا، والحكمةَ تستدعي يقينا أن تكون للسماوات -كما هي للأرض- من ساكنين. ولا بدّ أنهم ذوو شعور، وهم متلائمون معها كل التلاؤم. وفي مصطلح الدين يسمّى أولئك الساكنون من ذوي الأجناس المختلفة بـ«الملائكة» و«الروحانيات».

نعم، إنّ الحقيقة تقتضي هكذا.. فرغم ضآلة كرتِنا الأرضية وصغرِها قياسا إلى السماء فإن ملأها بمخلوقات ذوات مشاعر، بين حين وآخر، وإخلاءها منهم وتزيينها بآخرين جُدد يشير، بل يصرّح: أنّ السماواتِ ذاتَ البروج المشيدة وكأنها قصور مزيّنة، لابد أنها ملآى أيضا، بذوي حياةٍ مُدركين واعين، الذين هم نورُ الوجود، ومن ذوي الشعور الذين

Yükleniyor...