نعم، لا يلزم العقولُ الصغيرة إدراكَ تلك المعاني. لأن هذا الميزان لا يتحمل ثقلا بهذا القدر.

﴿ سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّمْتَنَاۜ اِنَّكَ اَنْتَ الْعَل۪يمُ الْحَك۪يمُ ﴾

﴿ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَٓا اِنْ نَس۪ينَٓا اَوْ اَخْطَأْنَا ﴾

اَللّهمَّ صَلِّ عَلَى حَبِيبِكَ الَّذِي فَتَحَ أبْوَابَ الْجَنّةِ بِحَبِيبِيَّتِهِ وَبِصَلَاتِهِ، وَأيَّدَتْ أمَّتَهُ عَلَى فَتحِهَا بِصَلَوَاتِهِمْ عَلَيهِ، عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ.

اَللّهمَّ أدْخِلنَا الْجَنّةَ مَعَ الْأبْرَارِ بِشَفَاعَةِ حَبِيبِكَ الْمُخْتَار آمِينَ.

ذيل صغير

يخص جهنم

إنّ الإيمان يضمّ بذرةَ جنة معنوية، كما أنّ الكفر يُخفي نواةَ زقوم جهنم معنوية، كما أثبتنا ذلك في الكلمة الثانية والثامنة.

إذ كما أنّ الكفر بذرة لجهنم، فجهنمُ كذلك ثمرة له. وكما أن الكفر سبب لدخول جهنم، كذلك سبب لوجودها وإيجادها، لأنه لو كان هناك حاكم صغير ذو عزة وغيرة وجلال بسيط، وقال له رجل فاسد الخلق متحديا: إنك لا تقدر على تأديبي، ولن تقدر عليه. فلاشك أنه سيبني سجنا لذلك الشقي ويلقيه فيه ولو لم يكن هناك سجن.

بينما الكافرُ بإنكاره وجودَ جهنم، يُكَذّب مَن له العزةُ المطلقة والغيرةُ المطلقة والجلالُ المطلق، ويسند إلى القدير المطلق العجزَ، ويتّهمه بالكذب والعَجز. فهو بكُفره يتعرض لعزّتِه بشدة، ويمسّ غيرتَه بقوة، ويطعن في جلاله بعصيان. فلاشك أنه لو لم يكن لوجود جهنم أيُّ سبب كان -وهو فرض محال- فإنه سبحانه يخلق جهنمَ لذلك الكافر الذي يتضمن كفرُه هذا الحدَّ من التكذيبِ وإسنادِ العجزِ، ويلقيه فيها.

﴿ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هٰذَا بَاطِلًاۚ سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾


Yükleniyor...