الدرس واحد، وليس مختلفا، فلابد إذن من وجود طبقات من الفهم في الدرس نفسه، فكل طائفةٍ من الناس -حسب درجاتها- تأخذ حظَّها من الدرس من مشهد من مشاهد القرآن.
ولقد وافينا بأمثلة كثيرة لهذه الحقيقة، يمكن مراجعتها، أما هنا فنكتفي بالإشارة إلى بضع أجزاء منها، وإلى حظِّ طبقة أو طبقتين منها من الفهم فحسب.
فمثلا: قوله تعالى:
﹛﴿ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْۙ ❀ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا اَحَدٌ ﴾|﹜ (الاخلاص:٣-٤)
فإن حظَّ فهْم طبقة العوام التي تشكل الأكثرية المطلقة هو «أنّ الله منـزّه عن الوالد والولد وعن الزوجة والأقران».
وحظ طبقة أخرى متوسطة من الفهم هو «نفيُ ألوهية عيسى عليه السلام والملائكة، وكلِّ ما هو من شأنه التولد» لأن نفي المحال لا فائدة منه في الظاهر؛ لذا فلابد أن يكون المرادُ إذن ما هو لازم الحُكم كما هو مقرر في البلاغة. فالمراد من نفي الولد والوالدية اللذين لهما خصائص الجسمانية هو نفي الألوهية عن كل مَن له ولد ووالد وكفؤ، وبيان عدم لياقتهم للألوهية. فمن هذا السر تبين أن سورة الإخلاص يمكن أن تفيد كل إنسان في كل وقت.
وحظ فهم طبقة أكثر تقدما هو أنّ الله منـزّه عن كل رابطة تتعلق بالموجودات تُشَم منها رائحةُ التوليد والتولد، وهو مقدّس عن كل شريك ومعين ومجانس. وإنما علاقته بالموجودات هي الخلاقيـة. فهو يخلق الموجودات بأمر ﹛﴿ كُنْ فَيَكُونُ ﴾|﹜ بإرادته الأزلية وباختياره. وهو منـزّه عن كل رابطة تنافي الكمالَ، كالإيجاب والاضطرار والصدور بغير اختيار.
وحظ فهم طبقة أعلى من هذه هو: أنّ الله أزلي، أبدي، أول وآخر، لا نظيرَ له ولا كفؤَ، ولا شبيهَ، ولا مثيلَ ولا مثالَ في أية جهة كانت، لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله. وإنما هناك «المَثَل» -ولله المثل الأعلى- الذي يفيد التشبيه في أفعاله وشؤونه فحسب.
فلك أن تقيس على هذه الطبقات أصحابَ الحظوظ المختلفة في الإدراك، من أمثال طبقة العارفين وطبقة العاشقين وطبقة الصديقين وغيرهم..
المثال الثاني: قوله تعالى: ﹛﴿ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ اَبَٓا اَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلٰكِنْ ﴾|﹜ (الأحزاب:٤٠)
ولقد وافينا بأمثلة كثيرة لهذه الحقيقة، يمكن مراجعتها، أما هنا فنكتفي بالإشارة إلى بضع أجزاء منها، وإلى حظِّ طبقة أو طبقتين منها من الفهم فحسب.
فمثلا: قوله تعالى:
﹛﴿ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْۙ ❀ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا اَحَدٌ ﴾|﹜ (الاخلاص:٣-٤)
فإن حظَّ فهْم طبقة العوام التي تشكل الأكثرية المطلقة هو «أنّ الله منـزّه عن الوالد والولد وعن الزوجة والأقران».
وحظ طبقة أخرى متوسطة من الفهم هو «نفيُ ألوهية عيسى عليه السلام والملائكة، وكلِّ ما هو من شأنه التولد» لأن نفي المحال لا فائدة منه في الظاهر؛ لذا فلابد أن يكون المرادُ إذن ما هو لازم الحُكم كما هو مقرر في البلاغة. فالمراد من نفي الولد والوالدية اللذين لهما خصائص الجسمانية هو نفي الألوهية عن كل مَن له ولد ووالد وكفؤ، وبيان عدم لياقتهم للألوهية. فمن هذا السر تبين أن سورة الإخلاص يمكن أن تفيد كل إنسان في كل وقت.
وحظ فهم طبقة أكثر تقدما هو أنّ الله منـزّه عن كل رابطة تتعلق بالموجودات تُشَم منها رائحةُ التوليد والتولد، وهو مقدّس عن كل شريك ومعين ومجانس. وإنما علاقته بالموجودات هي الخلاقيـة. فهو يخلق الموجودات بأمر ﹛﴿ كُنْ فَيَكُونُ ﴾|﹜ بإرادته الأزلية وباختياره. وهو منـزّه عن كل رابطة تنافي الكمالَ، كالإيجاب والاضطرار والصدور بغير اختيار.
وحظ فهم طبقة أعلى من هذه هو: أنّ الله أزلي، أبدي، أول وآخر، لا نظيرَ له ولا كفؤَ، ولا شبيهَ، ولا مثيلَ ولا مثالَ في أية جهة كانت، لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله. وإنما هناك «المَثَل» -ولله المثل الأعلى- الذي يفيد التشبيه في أفعاله وشؤونه فحسب.
فلك أن تقيس على هذه الطبقات أصحابَ الحظوظ المختلفة في الإدراك، من أمثال طبقة العارفين وطبقة العاشقين وطبقة الصديقين وغيرهم..
المثال الثاني: قوله تعالى: ﹛﴿ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ اَبَٓا اَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلٰكِنْ ﴾|﹜ (الأحزاب:٤٠)
Yükleniyor...