فلا شك يا أخي أن قد فهمت أن أداء صلاة العشاء سموّ وصعود فيما يشبه المعراج. وما أجمَلها من وظيفةٍ وما أحلاها من واجبٍ وما أسماها من خدمةٍ وما أعزّها وألذّها من عبودية وما أليَقها من حقيقة أصيلة! أيْ أن كل وقت من هذه الأوقات إشارات لانقلاب زمني عظيم، وأمارات لإجراءات ربانية جسيمة، وعلامات لإنعامات إلهية كلية. لذا فإن تخصيص صلاة الفرض -التي هي دَين الفطرة- في تلك الأوقات هو منتهى الحكمة.
اَللّهمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى مَن أرْسَلْتَهُ مُعَلِّما لِعِبَادِكَ، لِيُعَلِّمَهُم كَيفِيَّة مَعْرِفَتكَ وَالْعُبُودِيَّة لَكَ، وَمُعَرِّفا بِكُنُوزِ أسْمَائِكَ، وَتَرجمَانا لِآيَاتِ كِتَابِ كَائِنَاتِكَ، وَمِرآةً بِعُبُودِيَّتِهِ لِجَمَالِ رُبُوبِيَّتِكَ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أجْمَعِينَ. وَارْحَمْنَا وَارحَمِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، آمِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
Yükleniyor...