فمثلا: إنّ الأفراد والجماعات مع أنهم قد عجزوا عن معارضة القرآن إلّا أن المدنية الحاضرة التي هي حصيلةُ أفكار بني البشر وربما الجنّ أيضا، قد اتخذت طورا مخالفا له، وأخذت تعارض إعجازَه بأساليبها الساحرة. فلأجل إثبات إعجاز القرآن بدعوى الآية الكريمة: ﹛﴿ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْاِنْسُ وَالْجِنُّ .. ﴾|﹜ (الإسراء:٨٨) لهذا المعارِض الجديد الرهيب نضع الأسس والدساتير التي أتت بها المدنيةُ الحاضرة أمام أسس القرآن الكريم.
ففي الدرجة الأولى: نضع الموازنات التي عُقدت والموازين التي نُصبت في الكلمات السابقة، ابتداءً من الكلمة الأولى إلى الخامسة والعشرين، وكذا الآيات الكريمة المتصدرة لتلك الكلمات والتي تبين حقيقتَها، تثبتُ إعجازَ القرآن وظهورَه على المدنية الحاضرة بيقين لا يقبل الشك قطعا.
وفي الدرجة الثانية: نورد إجمالا قسما من دساتير المدنية والقرآن التي وضّحته وأثبتته «الكلمة الثانية عشرة».
فالمدنية الحاضرة تؤمن بفلسفتها أن ركيزة الحياة الاجتماعية البشرية هي «القوة» وهي تستهدف «المنفعة» في كل شيء. وتتخذ «الصراع» دستورا للحياة. وتلتزم بـ«العنصرية» و«القومية السلبية» رابطةً للجماعات. وغايتُها هي «لهو عابث» لإشباع رغبات الأهواء وميول النفس، التي من شأنها تزييد جموح النفس وإثارة الهوى. ومن المعلوم إن شأن «القوة» هو «التجاوز». وشأن «المنفعة» هو «التزاحم». إذ هي لا تفي بحاجات الجميع وتلبية رغباتِهم. وشأن «الصراع» هو «التصادم» وشأن «العنصرية» هو «التجاوز» حيث تكبر بابتلاع غيرها.
فهذه الدساتير والأسس التي تستند إليها هذه المدنية الحاضرة هي التي جعلَتها عاجزةً -مع محاسنها- عن أن تمنحَ سوى عشرين بالمائة من البشر سعادةً ظاهرية، بينما ألقَت البقية إلى شقاء وتعاسة وقلق.
أما حكمةُ القرآن فهي تقبل «الحق» نقطةَ استنادٍ في الحياة الاجتماعية بدلا من «القوة».. وتجعل «رضى الله» و«نيل الفضائل» هو الغاية والهدف، بدلا من «المنفعة».. وتتخذ دستورَ «التعاون» أساسا في الحياة، بدلا من دستور «الصراع».. وتلتزم رابطة «الدين» والصنف والوطن لربط فئات الجماعات، بدلا من «العنصرية» و«القومية السلبية».. وتجعل غاياتها
ففي الدرجة الأولى: نضع الموازنات التي عُقدت والموازين التي نُصبت في الكلمات السابقة، ابتداءً من الكلمة الأولى إلى الخامسة والعشرين، وكذا الآيات الكريمة المتصدرة لتلك الكلمات والتي تبين حقيقتَها، تثبتُ إعجازَ القرآن وظهورَه على المدنية الحاضرة بيقين لا يقبل الشك قطعا.
وفي الدرجة الثانية: نورد إجمالا قسما من دساتير المدنية والقرآن التي وضّحته وأثبتته «الكلمة الثانية عشرة».
فالمدنية الحاضرة تؤمن بفلسفتها أن ركيزة الحياة الاجتماعية البشرية هي «القوة» وهي تستهدف «المنفعة» في كل شيء. وتتخذ «الصراع» دستورا للحياة. وتلتزم بـ«العنصرية» و«القومية السلبية» رابطةً للجماعات. وغايتُها هي «لهو عابث» لإشباع رغبات الأهواء وميول النفس، التي من شأنها تزييد جموح النفس وإثارة الهوى. ومن المعلوم إن شأن «القوة» هو «التجاوز». وشأن «المنفعة» هو «التزاحم». إذ هي لا تفي بحاجات الجميع وتلبية رغباتِهم. وشأن «الصراع» هو «التصادم» وشأن «العنصرية» هو «التجاوز» حيث تكبر بابتلاع غيرها.
فهذه الدساتير والأسس التي تستند إليها هذه المدنية الحاضرة هي التي جعلَتها عاجزةً -مع محاسنها- عن أن تمنحَ سوى عشرين بالمائة من البشر سعادةً ظاهرية، بينما ألقَت البقية إلى شقاء وتعاسة وقلق.
أما حكمةُ القرآن فهي تقبل «الحق» نقطةَ استنادٍ في الحياة الاجتماعية بدلا من «القوة».. وتجعل «رضى الله» و«نيل الفضائل» هو الغاية والهدف، بدلا من «المنفعة».. وتتخذ دستورَ «التعاون» أساسا في الحياة، بدلا من دستور «الصراع».. وتلتزم رابطة «الدين» والصنف والوطن لربط فئات الجماعات، بدلا من «العنصرية» و«القومية السلبية».. وتجعل غاياتها
Yükleniyor...