ويمكن أن يتخيل أيضا أن الشمس كسيّد في حلقة ذكر، يذكر الله في مركز تلك الحلقة ذكرَ عاشقٍ ولهان، حتى يدفع الآخرين إلى الجذبة والانتشاء.
وقد قلت في رسالة أخرى في هذا المعنى: «نعم، إنّ الشمس مثمرة، تنتفض لئلا تتساقط الثمرات الطيبة ولو سكنتْ وسكتت، لانفقد الانجذاب، فيصرخ العشاقُ المنسّقون في الفضاء الواسع هلعا من السقوط والضياع!»
ومثلا: ﹛﴿ وَاُو۬لٰٓئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾|﹜ (البقرة:٥) فيها سكوت، وفيها إطلاق؛ إذ لم تُعيّن بم يفلحون؟ ليجد كلُّ واحد مبتغاه في هذا السكوت. فالآية تختصر الكلام ليتسع المعنى. إذ إن قصد قسمٍ من المخاطبين هو النجاةُ من النار، وقسم آخر لا يفكر إلّا بالجنة، وقسم يأمل السعادة الأبدية، وقسم يرجو الرضى الإلهي فحسب، وقسم غايةُ أمله رؤيةُ الله سبحانه. وهكذا.. فيتركُ القرآنُ الكلامَ على إطلاقه ليعمّ، ويحذف ليفيد معاني كثيرة، ويوجِز ليجد كلُّ واحدٍ حظَّه منها.
وهكذا فـ ﹛﴿ الْمُفْلِحُونَ ﴾|﹜ هنا لا يعيِّن بِمَ سيفلحون. وكأن الآية بسكوتها تقول: أيها المسلمون لكم البشرى! أيها المتقي: إن لك نجاة من النار. أيها العابد الصالح: فلاحُك في الجنة. أيها العارف بالله: ستنال رضاه. أيها العاشق لجمال الله، ستحظى برؤيته تعالى.. وهكذا.
ولقد أوردنا من القرآن الكريم من جهة جامعية اللفظ في الكلام والكلمة والحروف والسكوت مثالا واحدا فحسب من بين آلاف الأمثلة؛ فقس الآية والقصة على ما أسلفناه.
ومثلا: ﹛﴿ فَاعْلَمْ اَنَّهُ لَٓا اِلٰهَ اِلَّا اللّٰهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ ﴾|﹜ (محمد:١٩)
هذه الآية لها من الوجوه الكثيرة والمراتب العديدة حتى رأت جميعُ طبقات الأولياء في شتى وسائلِ سلوكهم ومراتبهم حاجتَهم إلى هذه الآية. فأخذ كلّ منهم غذاءً معنويا لائقا بمرتبته التي هو فيها، لأن لفظ الجلالة «الله» اسم جامع لجميع الأسماء الحسنى، ففيه أنواع من التوحيد بقدر عدد الأسماء نفسها، أي لا رزاقَ إلّا هو، لا خالق إلّا هو، لا رحمن إلّا هو.. وهكذا.
ومثلا: قصة موسى عليه السلام من القصص القرآنية، فيها من العبَر والدروس بقدر ما في عصا موسى عليه السلام من الفوائد؛ إذ فيها تطمين للرسول ﷺ وتسلية له، وتهديد
وقد قلت في رسالة أخرى في هذا المعنى: «نعم، إنّ الشمس مثمرة، تنتفض لئلا تتساقط الثمرات الطيبة ولو سكنتْ وسكتت، لانفقد الانجذاب، فيصرخ العشاقُ المنسّقون في الفضاء الواسع هلعا من السقوط والضياع!»
ومثلا: ﹛﴿ وَاُو۬لٰٓئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾|﹜ (البقرة:٥) فيها سكوت، وفيها إطلاق؛ إذ لم تُعيّن بم يفلحون؟ ليجد كلُّ واحد مبتغاه في هذا السكوت. فالآية تختصر الكلام ليتسع المعنى. إذ إن قصد قسمٍ من المخاطبين هو النجاةُ من النار، وقسم آخر لا يفكر إلّا بالجنة، وقسم يأمل السعادة الأبدية، وقسم يرجو الرضى الإلهي فحسب، وقسم غايةُ أمله رؤيةُ الله سبحانه. وهكذا.. فيتركُ القرآنُ الكلامَ على إطلاقه ليعمّ، ويحذف ليفيد معاني كثيرة، ويوجِز ليجد كلُّ واحدٍ حظَّه منها.
وهكذا فـ ﹛﴿ الْمُفْلِحُونَ ﴾|﹜ هنا لا يعيِّن بِمَ سيفلحون. وكأن الآية بسكوتها تقول: أيها المسلمون لكم البشرى! أيها المتقي: إن لك نجاة من النار. أيها العابد الصالح: فلاحُك في الجنة. أيها العارف بالله: ستنال رضاه. أيها العاشق لجمال الله، ستحظى برؤيته تعالى.. وهكذا.
ولقد أوردنا من القرآن الكريم من جهة جامعية اللفظ في الكلام والكلمة والحروف والسكوت مثالا واحدا فحسب من بين آلاف الأمثلة؛ فقس الآية والقصة على ما أسلفناه.
ومثلا: ﹛﴿ فَاعْلَمْ اَنَّهُ لَٓا اِلٰهَ اِلَّا اللّٰهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ ﴾|﹜ (محمد:١٩)
هذه الآية لها من الوجوه الكثيرة والمراتب العديدة حتى رأت جميعُ طبقات الأولياء في شتى وسائلِ سلوكهم ومراتبهم حاجتَهم إلى هذه الآية. فأخذ كلّ منهم غذاءً معنويا لائقا بمرتبته التي هو فيها، لأن لفظ الجلالة «الله» اسم جامع لجميع الأسماء الحسنى، ففيه أنواع من التوحيد بقدر عدد الأسماء نفسها، أي لا رزاقَ إلّا هو، لا خالق إلّا هو، لا رحمن إلّا هو.. وهكذا.
ومثلا: قصة موسى عليه السلام من القصص القرآنية، فيها من العبَر والدروس بقدر ما في عصا موسى عليه السلام من الفوائد؛ إذ فيها تطمين للرسول ﷺ وتسلية له، وتهديد
Yükleniyor...