الكهربائي الكبير فإن مصابيحَ صغيرة تعمل على الإضاءة في القصور الأخرى، ويمكنه أن يؤدي بها عمله، فلا يستطيع اللصوص نهبَ شيء منه.
فيا نفسي! القصر الأول، هو المسلم، والمصباح الكبير، هو سيدُنا الرسول ﷺ في قلب ذلك المسلم، فإن نسيَه وأخرجَ الإيمان به من قلبه -والعياذ بالله- فلا يؤمن بعدُ بأيّ نبي آخر. بل لا يبقى موضع للكمالات في روحه، بل ينسى ربَّه الجليل ويكون ما أدرج في ماهيته من منازل ولطائف طُعمةً للظلام، ويُحدِثُ في قلبه دمارا رهيبا وتستولي عليه الوحشة. تُرى ما الذي يُغني عن هذا الدمار الرهيب، وما النفعُ الذي يكسبه حتى يستطيع أن يعمرّ ذلك الدمار والوحشة؟!
أما الأجانب فإنهم يشبهون القصر الثاني، بحيث لو أخرجوا نورَ محمد ﷺ من قلوبهم، تظلُّ لديهم أنوار، بالنسبة لهم، أو يظنون أنها تظل! إذ يمكن أن يبقى لديهم شيء من العقيدة بالله والإيمان بموسى وعيسى عليهما السلام، والذي هو محورُ كمالِ أخلاقياتهم.
فيا نفسيَ الأمارة بالسوء! إذا قلت: أنا لا أريد أن أكون أجنبيا بل حيوانا! فلقد كررنا عليك القول يا نفسي: إنك لن تكوني حتى كالحيوان، لأنك تملكين عقلا. فهذا العقل -الجامع لآلام الماضي ومخاوف المستقبل- يُنـزل ضرباتٍ موجعة وصفعاتٍ مؤلمة برأسك وعينك، فيذيقك ألوف الآلام في ثنايا لذة واحدة، بينما الحيوان يستمتع بلذة غير مشوبة بالآلام. لذا إن أردت أن تكوني حيوانا فتخلّي عن عقلك أولا وارميه بعيدا، وتعرّضي لصفعة التأديب في الآية الكريمة: ﹛﴿ اُو۬لٰٓئِكَ كَالْاَنْعَامِ بَلْ هُمْ اَضَلُّ ﴾|﹜ (الأعراف:١٧٩).
الثمرة الخامسة
يا نفس! لقد كررنا القول: إن الإنسان ثمرةُ شجرة الخلقة، فهو كالثمرة أبعدُ شيء عن البذرة، وأجمعُ لخصائص الكل، وله نظر عام إلى الجميع، ويضم جهةَ وحدةِ الكل. فهو مخلوق يحمل نواة القلب، ووجهُهُ متوجه إلى الكثرة من المخلوقات، والى الفناء، والى الدنيا، ولكن العبادة التي هي حبلُ الوصال، أو نقطةُ اتصال بين المبدأ والمنتهى، تصرفُ وجهَ الإنسان من الفناء إلى البقاء، ومن الخلق إلى الحق، ومن الكثرة إلى الوحدانية، ومن المنتهى إلى المبدأ.
فيا نفسي! القصر الأول، هو المسلم، والمصباح الكبير، هو سيدُنا الرسول ﷺ في قلب ذلك المسلم، فإن نسيَه وأخرجَ الإيمان به من قلبه -والعياذ بالله- فلا يؤمن بعدُ بأيّ نبي آخر. بل لا يبقى موضع للكمالات في روحه، بل ينسى ربَّه الجليل ويكون ما أدرج في ماهيته من منازل ولطائف طُعمةً للظلام، ويُحدِثُ في قلبه دمارا رهيبا وتستولي عليه الوحشة. تُرى ما الذي يُغني عن هذا الدمار الرهيب، وما النفعُ الذي يكسبه حتى يستطيع أن يعمرّ ذلك الدمار والوحشة؟!
أما الأجانب فإنهم يشبهون القصر الثاني، بحيث لو أخرجوا نورَ محمد ﷺ من قلوبهم، تظلُّ لديهم أنوار، بالنسبة لهم، أو يظنون أنها تظل! إذ يمكن أن يبقى لديهم شيء من العقيدة بالله والإيمان بموسى وعيسى عليهما السلام، والذي هو محورُ كمالِ أخلاقياتهم.
فيا نفسيَ الأمارة بالسوء! إذا قلت: أنا لا أريد أن أكون أجنبيا بل حيوانا! فلقد كررنا عليك القول يا نفسي: إنك لن تكوني حتى كالحيوان، لأنك تملكين عقلا. فهذا العقل -الجامع لآلام الماضي ومخاوف المستقبل- يُنـزل ضرباتٍ موجعة وصفعاتٍ مؤلمة برأسك وعينك، فيذيقك ألوف الآلام في ثنايا لذة واحدة، بينما الحيوان يستمتع بلذة غير مشوبة بالآلام. لذا إن أردت أن تكوني حيوانا فتخلّي عن عقلك أولا وارميه بعيدا، وتعرّضي لصفعة التأديب في الآية الكريمة: ﹛﴿ اُو۬لٰٓئِكَ كَالْاَنْعَامِ بَلْ هُمْ اَضَلُّ ﴾|﹜ (الأعراف:١٧٩).
الثمرة الخامسة
يا نفس! لقد كررنا القول: إن الإنسان ثمرةُ شجرة الخلقة، فهو كالثمرة أبعدُ شيء عن البذرة، وأجمعُ لخصائص الكل، وله نظر عام إلى الجميع، ويضم جهةَ وحدةِ الكل. فهو مخلوق يحمل نواة القلب، ووجهُهُ متوجه إلى الكثرة من المخلوقات، والى الفناء، والى الدنيا، ولكن العبادة التي هي حبلُ الوصال، أو نقطةُ اتصال بين المبدأ والمنتهى، تصرفُ وجهَ الإنسان من الفناء إلى البقاء، ومن الخلق إلى الحق، ومن الكثرة إلى الوحدانية، ومن المنتهى إلى المبدأ.
Yükleniyor...