للأسماء الحسنى، والصفات الربانية المقدسة، ضمن دائرة الممكنات. ثم أعطاك المحبةَ التي هي نورُ من أنوار الإيمان، فأحسن إليكِ بمائدةِ نعمةٍ وسعادة ولذة لا تنتهي أبدا.
بمعنى أنك قد أصبحت، بإحسانه سبحانه وتعالى، بحسب جسمك الصغير المحدود المقيد الذليل العاجز الضعيف، من جزءٍ إلى كلّي، وإلى كلٍّ نوراني، إذ قد رفعك من الجزئية إلى نوعٍ من الكلية، بما أعطاك «الحياة». ثم إلى الكلّية الحقيقية، بما وهب لك «الإنسانية»، ثم إلى الكلية النورانية السامية بما أحسن إليك «الإيمان»، ومنها رفعك إلى النور المحيط الشامل بما أنعم عليك من «المعرفة والمحبة».
فيا نفس! لقد قبضتِ مقدَّما كلَّ هذه الأجور والأثمان؛ ثم كُلّفتِ بالعبودية، وهي خدمة لذيذة وطاعـة طيبة بل مريحة خفيفة؛ أفَبعد هذا تتكاسلين عن أداء هذه الخدمة العظيمة المـشرّفة؟ وتـقولين بدلال: لِمَ لا يُقبل دعـائي؟ حـتى إذا ما قمتِ بالخدمة بشكل مهلهل تطالبين بأجرةٍ عظيمة أخرى، وكأنك لم تكتفي بالأجرة السابقة؟ نعم؛ إنه ليس من حقكِ الدلال أبدا، وإنما من واجبك التضرع والدعاء، فالله سبحانه وتعالى يمنحكِ الجنة والسعادة الأبدية بمحض فَضلِه وكرمِه، لذا فالتجئي إلى رحمته، واعتمدي عليها، ورددي هذا النداء العلوي الرباني:
﹛﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللّٰهِ وَبِرَحْمَتِه۪ فَبِذٰلِكَ فَلْيَفْرَحُواۜ هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾|﹜ (يونس:٥٨).
وإذا قلت: كيف يمكنني أن أقابل تلك النِعَم الكلية التي لا تُحدّ بشكري المحدود الجزئي؟
فالجواب: بالنية الكلية، وبالاعتقاد الجازم الذي لا حدّ له.
فمثلا: إن رجلا يدخل إلى ديوان السلطان بهدية زهيدة متواضعة بقيمة خمسة فلوس، ويشاهد هناك هدايا مرصوصة تقدَّر أثمانُها بالملايين أرسلت إلى السلطان من قبل ذوات مرموقين. فعندها يناجي نفسه: ماذا أعمل؟ إن هديتي زهيدة ولا شيء! إلّا أنه يستدرك ويقول فجأة: «يا سيدي؛ إنني أقدم لك جميعَ هذه الهدايا باسمي، فإنك أهل لها، ويا سيدي العظيم، لو كان باستطاعتي أن أقدّم لك أمثال أمثال هذه الهدايا الثمينة لما ترددت». وهكذا فالسلطان الذي لا حاجة له إلى أحد، والذي يقبل هدايا رعاياه رمزا يشير إلى مدى إخلاصهم
بمعنى أنك قد أصبحت، بإحسانه سبحانه وتعالى، بحسب جسمك الصغير المحدود المقيد الذليل العاجز الضعيف، من جزءٍ إلى كلّي، وإلى كلٍّ نوراني، إذ قد رفعك من الجزئية إلى نوعٍ من الكلية، بما أعطاك «الحياة». ثم إلى الكلّية الحقيقية، بما وهب لك «الإنسانية»، ثم إلى الكلية النورانية السامية بما أحسن إليك «الإيمان»، ومنها رفعك إلى النور المحيط الشامل بما أنعم عليك من «المعرفة والمحبة».
فيا نفس! لقد قبضتِ مقدَّما كلَّ هذه الأجور والأثمان؛ ثم كُلّفتِ بالعبودية، وهي خدمة لذيذة وطاعـة طيبة بل مريحة خفيفة؛ أفَبعد هذا تتكاسلين عن أداء هذه الخدمة العظيمة المـشرّفة؟ وتـقولين بدلال: لِمَ لا يُقبل دعـائي؟ حـتى إذا ما قمتِ بالخدمة بشكل مهلهل تطالبين بأجرةٍ عظيمة أخرى، وكأنك لم تكتفي بالأجرة السابقة؟ نعم؛ إنه ليس من حقكِ الدلال أبدا، وإنما من واجبك التضرع والدعاء، فالله سبحانه وتعالى يمنحكِ الجنة والسعادة الأبدية بمحض فَضلِه وكرمِه، لذا فالتجئي إلى رحمته، واعتمدي عليها، ورددي هذا النداء العلوي الرباني:
وإذا قلت: كيف يمكنني أن أقابل تلك النِعَم الكلية التي لا تُحدّ بشكري المحدود الجزئي؟
فالجواب: بالنية الكلية، وبالاعتقاد الجازم الذي لا حدّ له.
فمثلا: إن رجلا يدخل إلى ديوان السلطان بهدية زهيدة متواضعة بقيمة خمسة فلوس، ويشاهد هناك هدايا مرصوصة تقدَّر أثمانُها بالملايين أرسلت إلى السلطان من قبل ذوات مرموقين. فعندها يناجي نفسه: ماذا أعمل؟ إن هديتي زهيدة ولا شيء! إلّا أنه يستدرك ويقول فجأة: «يا سيدي؛ إنني أقدم لك جميعَ هذه الهدايا باسمي، فإنك أهل لها، ويا سيدي العظيم، لو كان باستطاعتي أن أقدّم لك أمثال أمثال هذه الهدايا الثمينة لما ترددت». وهكذا فالسلطان الذي لا حاجة له إلى أحد، والذي يقبل هدايا رعاياه رمزا يشير إلى مدى إخلاصهم
Yükleniyor...