الثلاثة في جميع حركات الصلاة وأذكارها. ولهـذا أيضا تُكرَّر هذه الكلمات الطيبة الثلاث ثلاثا وثلاثين مرة عقِبَ الصلاة، وذلك للتأكيد على معنى الصلاة وترسيخه، إذ بهذه الكلمات الموجزة المُجمَلة يؤكَّد معنى الصلاة ومغزاها.

€النكتة الثانية>

إن معنى العبادة هو سجودُ العبد بمحبةٍ خالصة وبتقدير وإعجاب في الحضرة الإلهية وأمامَ كمال الربوبية والقدرة الصمدانية والرحمة الإلهية مُشاهِدا في نفسه تقصيرَه وعجزَه وفقرَه.

نعم، كما أن سلطنة الربوبية تتطلب العبوديةَ والطاعة، فإن قُدسيتَها ونـزاهتها تتطلب أيضا أن يُعلن العبدُ -مع استغفاره برؤية تقصيره- أن ربَّه منـزّه عن أي نقص، وأنه مُتعالٍ على جميع أفكار أهل الضلالة الباطلة، وأنه مقدّس من جميع تقصيرات الكائنات ونقائصها، أي أن يعلنَ ذلك كلَّه بتسبيحه بقوله: «سبحان الله» .

وكذا قدرة الربوبية الكاملة تتطلب من العبد أيضا أن يلتجئ إليها، ويتوكل عليها لرؤيته ضعفَ نفسه الشديد وعجزَ المخلوقات قائلا «الله أكبر» بإعجاب وتقدير واستحسان تجاه عظمة آثار القدرة الصمدانية، ماضيا إلى الركوع بكل خضوع وخشوع.

وكذا رحمة الربوبية الواسعة تتطلب أيضا أن يُظهر العبدُ حاجاته الخاصة وحاجات جميع المخلوقات وفقرَها بلسان السؤال والدعاء، وأن يعلن إحسان ربِّه وآلاءه العميمة بالشكر والثناء والحمد بقوله «الحمد لله» .

أي إن أفعال الصلاة وأقوالَها تتضمن هذه المعاني. ولأجل هذه المعاني فُرضت الصلاةُ من لدنه سبحانه وتعالى.

€النكتة الثالثة>

كما أن الإنسان هو مثال مصغّر لهذا العالم الكبير، وأن سورة الفاتحة مثال منوّر للقرآن العظيم، فالصلاةُ كذلك فهرس نوراني شامل لجميع العبادات، وخريطة سامية تشير إلى أنماط عبادات المخلوقات جميعا.

Yükleniyor...