فالإنسان بمثل هذه العبادة والتفكر يصبح إنسانا حقا ويُظهر نفسه أنه في «أحسن تقويم» فيصير بيُمن الإيمان وبَرَكته لائقا للأمانة الكبرى وخليفةً أمينا على الأرض.
فيا أيها الإنسان الغافلُ المخلوقُ في«أحسَن تقويم» والذي ينحدر أسفلَ سافلين لسوء اختياره ونَـزقه وطيشه. اسمعني جيدا وانظر إلى اللوحتين المكتوبتين في المقام الثاني من «الكلمة السابعة عشرة» حتى ترى أنت أيضا كيف كنتُ أرى الدنيا مثلَك حلوةً خضرة عندما كنتُ في غفلة الشباب وسُكْره. ولكن لما أفقتُ من سكر الشباب وصحوتُ منه بصبحِ المشيب رأيت أن وجهَ الدنيا غيرَ المتوجه إلى الآخرة -والذي كنتُ أعدُّه جميلا- رأيته وجها قبيحا. وأن وجه الدنيا المتوجه إلى الآخرة حَسَن جميل.
فاللوحة الأولى:
تُصوّر دنيا أهل الغفلة. فقد رأيتها من دون أن أسكر فيها شبيهة بدنيا أهل الضلالة الذين أطبقت عليهم حجب الغفلة.
اللوحة الثانية:
تشير إلى حقيقة أهل الهداية وذوى القلوب المطمئنة.
فلم أبدل شيئا من تلكما اللوحتين بل تركتهما كما كانتا من قبل، وهما وإن كانتا تشبهان الشعر إلّا أنهما ليسا بشعر.
Yükleniyor...