كلامه الطيب ويتلهفون لرؤية محياه الزاهر. أوَ تظن أن الإنسان وحده يصغي إليه فحسب؟ بل الحيوانات أيضا، بل حتى الجبال والجمادات تصغي لأوامره وتهتز من خشيتها وشوقها إليه. انظر إلى الأشجار كيف تنقاد إلى أوامره وتذهب إلى ما أشار إليه من مواضع، إنه يفجّر الماء أينما يريد، بل حتى من بين أصابعه، فيرتوي الناس من ذلك الماء الزلال. انظر إلى ذلك المصباح المتدلي من سقف المملكة (21) إنه ينشقّ إلى شقين اثنين بمجرد إشارة منه. فكأن هذه المملكة وبما فيها تعرفه جيدا وتعلم يقينا أنه موظف مُرسل بمهمة من لدن السلطان، ومبلّغ أمين لأوامره الجليلة. فتراهم ينقادون له انقياد الجندي المطيع. فما من راشد عاقل ممن حوله إلّا ويقول إنه رسول كريم، ويصدقونه ويذعنون لكلامه، ليس هذا فحسب بل يصدّقه ما في المملكة من الجبال والمصباح العظيم. (22) والجميع يقولون بلسان الحال وبخضوع: نعم.. نعم إن كل ما ينطق به صدق وعدل وصواب..
فيا أيها الصديق الغافل! هل ترى أنه يمكن أن يكون هناك أدنى احتمال لكذبٍ أو خداع في كلام هذا الكريم؟ حاش لله أن يكون من ذلك شيء من كلامه أبدا. وهو الذي أكرمه السلطان بألفٍ من الأنواط والشارات، وهي علامات تصديقه له، وجميعُ أشراف المملكة يصدّقونه، وكلامُه كله ثقة واطمئنان، فهو يبحث في أوصاف السلطان المعجِز وعن أوامره البليغة. فإن كنت تجد في نفسك شيئا من احتمال الكذب، فيلزم عليك أن تكذّب كل الجماعات المصدّقة به، بل تنكر وجود القصر والمصابيح وتنكر وجود كل شيء وتكذّب حقيقتَهم، وإلّا فهاتِ ما عندك إن كان لديك شيء، فالدلائل تتحدى.
البرهان الثاني عشر
أيها الأخ لعلك استرشدتَ بما قلنا شيئا فشيئا. فسأبين لك الآن برهانا أعظم من جميع البراهين السابقة.
انظر إلى هذه الأوامر السلطانية النازلة من الأفق الأعلى، الجميع يوقرونها وينظرون
فيا أيها الصديق الغافل! هل ترى أنه يمكن أن يكون هناك أدنى احتمال لكذبٍ أو خداع في كلام هذا الكريم؟ حاش لله أن يكون من ذلك شيء من كلامه أبدا. وهو الذي أكرمه السلطان بألفٍ من الأنواط والشارات، وهي علامات تصديقه له، وجميعُ أشراف المملكة يصدّقونه، وكلامُه كله ثقة واطمئنان، فهو يبحث في أوصاف السلطان المعجِز وعن أوامره البليغة. فإن كنت تجد في نفسك شيئا من احتمال الكذب، فيلزم عليك أن تكذّب كل الجماعات المصدّقة به، بل تنكر وجود القصر والمصابيح وتنكر وجود كل شيء وتكذّب حقيقتَهم، وإلّا فهاتِ ما عندك إن كان لديك شيء، فالدلائل تتحدى.
البرهان الثاني عشر
أيها الأخ لعلك استرشدتَ بما قلنا شيئا فشيئا. فسأبين لك الآن برهانا أعظم من جميع البراهين السابقة.
انظر إلى هذه الأوامر السلطانية النازلة من الأفق الأعلى، الجميع يوقرونها وينظرون
Yükleniyor...