البرهان الحادي عشر
تعالَ أيها الصديق لأبيّن لك برهانا يملك من القوة ما للبراهين العشرة السابقة. دعنا نتأهب لسفرة بَحرية، سنركب سفينة (19) لنذهب إلى جزيرة بعيدة عنا. أتعلم لماذا نذهب إليها؟. إن فيها مفاتيح ألغاز هذا العالَم ومغاليق أسراره وأعاجيبه. ألا ترى أنظار الجميع محدقة بها، ينتظرون منها بلاغا ويتلقون منها الأوامر.. فها نحن نبدأ بالرحلة.. وها قد وصلنا إليها ووطئت أقدامُنا أرضَ الجزيرة.. نحن الآن أمام حشد عظيم من الناس وقد اجتمع أشراف المملكة جميعُهم هنا.. أمعِن النظرَ يا صديقي إلى رئيس الاجتماع المهيب.. هلّا نتقرب إليه قليلا فنعرفه عن كثب.. فها هو ذا متقلّد أوسمةً راقية تزيد على الألف (20) ويتحدث بكلام مِلؤُه الطيب والثقة والاطمئنان. وحيث إني كنت قد تعلمت شيئا مما يقـول خلالَ خمسة عشر يوما السابقة فسوف أعلّمك إياه.. إنه يتحدث عن سلطان هذه المملكة ذي المعجزات ويقول: إنه هو الذي أرسله إليكم. انظر إنه يُظهر خوارق عجيبة ومعجزات باهرة بحيث لا يدع شبهة في أنه مُرسَل خصيصا من لدن السلطان العظيم. اصغِ جيدا إلى حديثه وكلامه، فجميعُ المخلوقات آذان صاغية له، بل المملكة برمّتها تصغي إليه، حيث الجميع يسعون إلى سماع
Yükleniyor...