لزينتها وعملها، وانظر إلى ذلك الجسم الذي لا شعور له، (7) كأنه يسخِّر بإشارةٍ خفيّة منه أضخَم جسمٍ وأكبره في شؤونه الخاصة ويجعله طوع إشارته.. وقس الأمور الأخرى على هذين المثالين.
فإن لم تفوِّض أمرَ إدارة المملكة إلى ذلك المالك الذي لا نراه، فعليك إذن أن تُحيل إلى كل مصنوعٍ ما للبديع من إتقان وكمالات، حتى لو كان حجرا أو ترابا أو حيوانا أو إنسانا أو أي مخلوق من المخلوقات.
فإذا ما استبعد عقلُك أن بديعا واحدا أحدا هو المالك لهذه المملكة وهو الذي يديرها، فما عليك إلّا قبول ملايين الملايين من الصانعين المبدعين، بل بعدد الموجودات! كل منها نِدّ للآخر ومثيلُه وبديلُه ومتدخل في شؤونه! مع أن النظام المتقن البديع يقتضي عدم التدخل، فلو كان هناك تدخل مهما كان طفيفا ومن أي شيء كان، وفي أي أمر من أمور هذه المملكة الهائلة، لظهر أثرُه واضحا، إذ تختلط الأمور وتتشابك إن كان هناك سيِّدان في قرية أو محافظانِ في مدينة أو سلطانانِ في مملكة. فكيف بحكامٍ لا يُعدّون ولا يُحصَون في مملكة منسقة بديعة؟!
البرهان الخامس
أيها الصديق المرتاب! تعالَ لندقّقْ في نقوش هذا القصر العظيم، وَلنُمعِن النظرَ في تزيينات هذه المدينة العامرة، ولنشاهد النظام البديع لهذه المملكة الواسعة، ولنتأمل الصنعة المتقنة لهذا العالم. فها نحن نرى أنه إن لم تكن هذه النقوش كتابةَ قلمِ المالك البديع الذي لا حدّ لمعجزاته وإبداعه، وأسندت كتابتُها ونقشُها إلى الأسباب التي لا شعورَ لها، وإلى المصادفة العمياء، وإلى الطبيعة الصماء، للزم إذن أن يكون في كل من أحجار هذه المملكة وعشبها مصوّر معجِز وكاتب بديع يستطيع أن يكتب ألوفَ الكتب في حرف واحد، ويمكنه أن يُدرِج ملايينَ الأعمال المتقنة البديعة في نقشٍ واحد. لأنك ترى أن هذا النقش الذي أمامك في هذه اللبنة (8) يضم نقوش جميع القصر، وينطوي على جميع قوانين المدينة وأنظمتها، ويتضمن خطط أعمالها.
فإن لم تفوِّض أمرَ إدارة المملكة إلى ذلك المالك الذي لا نراه، فعليك إذن أن تُحيل إلى كل مصنوعٍ ما للبديع من إتقان وكمالات، حتى لو كان حجرا أو ترابا أو حيوانا أو إنسانا أو أي مخلوق من المخلوقات.
فإذا ما استبعد عقلُك أن بديعا واحدا أحدا هو المالك لهذه المملكة وهو الذي يديرها، فما عليك إلّا قبول ملايين الملايين من الصانعين المبدعين، بل بعدد الموجودات! كل منها نِدّ للآخر ومثيلُه وبديلُه ومتدخل في شؤونه! مع أن النظام المتقن البديع يقتضي عدم التدخل، فلو كان هناك تدخل مهما كان طفيفا ومن أي شيء كان، وفي أي أمر من أمور هذه المملكة الهائلة، لظهر أثرُه واضحا، إذ تختلط الأمور وتتشابك إن كان هناك سيِّدان في قرية أو محافظانِ في مدينة أو سلطانانِ في مملكة. فكيف بحكامٍ لا يُعدّون ولا يُحصَون في مملكة منسقة بديعة؟!
البرهان الخامس
أيها الصديق المرتاب! تعالَ لندقّقْ في نقوش هذا القصر العظيم، وَلنُمعِن النظرَ في تزيينات هذه المدينة العامرة، ولنشاهد النظام البديع لهذه المملكة الواسعة، ولنتأمل الصنعة المتقنة لهذا العالم. فها نحن نرى أنه إن لم تكن هذه النقوش كتابةَ قلمِ المالك البديع الذي لا حدّ لمعجزاته وإبداعه، وأسندت كتابتُها ونقشُها إلى الأسباب التي لا شعورَ لها، وإلى المصادفة العمياء، وإلى الطبيعة الصماء، للزم إذن أن يكون في كل من أحجار هذه المملكة وعشبها مصوّر معجِز وكاتب بديع يستطيع أن يكتب ألوفَ الكتب في حرف واحد، ويمكنه أن يُدرِج ملايينَ الأعمال المتقنة البديعة في نقشٍ واحد. لأنك ترى أن هذا النقش الذي أمامك في هذه اللبنة (8) يضم نقوش جميع القصر، وينطوي على جميع قوانين المدينة وأنظمتها، ويتضمن خطط أعمالها.
Yükleniyor...