تبهتكم جميعا: ﹛﴿ اِنَّ الَّذ۪ينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللّٰهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُۜ وَاِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْـًٔا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُۜ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ﴾ |﹜ (الحج:٧٣).

وإذا ذهبت تلك الخوارقُ إلى دائرة العبودية وطلبت منها حقَّها فستتلقى منها مثل هذا الجواب: إنّ علاقتكم معنا واهية وقليلة جدا، فلا يمكنكم الدخول إلى دائرتنا بسهولة، لأنّ منهجَنا هو: أنّ الدنيا دار ضيافة، وأنّ الإنسان ضيف يلبث فيها قليلا، وله وظائف جمّة، وهو مكلف بتحضير وتجهيز ما يحتاجه لحياته الأبدية الخالدة في هذا العمر القصير، لذلك يجب عليه أن يقدّم ما هو الأهم والألزم.

إلّا أنّه تبدو عليكم -على اعتبار الأغلبية- ملامح نُسجت بحبّ هذه الدنيا الفانية تحت أستار الغفلة واللهو، وكأنها دار للبقاء ومستقر للخلود. لذا فإن حظكم من دائرة العبودية المؤسّسة على هدى الحق والتفكر في آثار الآخرة قليل جدا.

ولكن.. إن كان فيكم -أو من ورائكم- من الصنّاع المهَرة والمخترعين الملهمين -وهم قلة- وكانوا يقومون بأعمالهم مخلصين لأجل منافع عباد الله -وهي عبادة ثمينة- ويبذلون جهدَهم للمصلحة العامة وراحتهم لرقيّ الحياة الاجتماعية وكمالِها، فإنّ هذه الرموز والإرشادات القرآنية كافية بلا ريب لأولئك الذوات المرهفي الإحساس، ووافية لتقدير مهاراتهم وتشويقهم إلى السعي والاجتهاد.

السؤال الثاني:

وإذا قلت: لم تبقَ لديّ الآن بعد هذا التحقيق شبهة. فقد ثبت عندي بيقين وصدّقتُ أنّ القرآن الكريم فيه جميعُ ما يلزم السعادة الدنيوية والأخروية -كلّ حسب قيمته وأهميته- فهناك رموز وإشارات إلى خوارق المدنية الحاضرة، بل إلى أبعد منها من الحقائق الأخرى مع ما فيه من حقائق جليلة. ولكن لِمَ لم يذكر القرآن الكريم تلك الخوراق بصراحةٍ تامة كي تُجبر الكفرةَ العنيدين على التصديق والإيمان وتُطمئنَ قلوبَنا فتستريح؟.

الجواب: إنّ الدِّين امتحان، وإنّ التكاليف الإلهية تجربة واختبار من أجل أن تتسابق الأرواحُ العالية والأرواح السافلة، ويتميز بعضُها عن بعض في حلبة السباق. فمثلما يُختبر المعدن بالنار ليتميز الألماس من الفحم والذهب من التراب، كذلك التكاليف الإلهية في دار


Yükleniyor...