التي يفضي إليها.. فهناك من الحوادث التي تبدو في ظاهر أمرها قبيحةً مضطربةً ومشوشةً، إلّا أنّ تحت ذلك الستار الظاهري أنواعا من جمال رائق، وأنماطا من نظم دقيقة.
فَتَحْتَ حجاب الطين والغبار والعواصف والأمطار الغزيرة في الربيع تختبئ ابتسامات الأزهار الزاهية بروعتها، وتحتجب رشاقة النباتات الهيفاء الساحرة الجميلة.. وفي ثنايا العواصف الخريفية المدمرة المكتسحة للأشجار والنباتات، والهازة للأوراق الخضراء من فوق الأفنان، حاملةً نذر البين، وعازفةً لحن الشجن والموت والاندثار، هناك بشارة الانطلاق من أسْرِ العمل لملايين الحشرات الرقيقة الضعيفة التي تتفتح للحياة في أوان تفتح الأزهار، فتحافظ عليها من قَرّ الشتاء وضغوط طقسه، فضلا عن أنّ أنواء الشتاء القاسية الحزينة تُهيءُ الأرض استعدادا لمقدم الربيع بمواكبه الجميلة الرائعة.
نعم، إنّ هناك تفتحا لأزهار معنوية كثيرة تختبئُ تحت ستار عصف العواصف إذا عصفت وزلزلة الأرض إذا تزلزلت، وانتشار الأمراض والأوبئة إذا انتشرت. فبذور القابليات، ونوى الاستعدادات الكامنة -التي لم تستنبت بعدُ- تتسنبل وتتجمل نتيجة حوادث تبدو قبيحة في ظاهر شأْنها، حتى كأنّ التقلبات العامة، والتحولات الكلية في الوجود إن هي إلّا أمطار معنوية تنـزل على تلك البذور لتستنبتها.
بَيْدَ أنّ الإنسان المفتون بالمظاهر والمتشبث بها والذي لا ينظر إلى الأمور والأحداث إلّا من خلال أنانيته ومصلحته بالذات، تراه تتوجَّه أنظارُه إلى ظاهر الأمور، وتنحصر فيها، فيحكم عليها بالقبح!.. وحيث إنّه يزن كل شيء بحسب نتائجه المتوجهة إليه فحسب، تراه يحكم عليه بالشر! علما أنّ الغاية من الأشياء إن كانت المتوجهةُ منها إلى الإنسان واحدةً، فالمتوجهة منها إلى أسماء صانعها الجليل تعدُّ بالألوف.
فمثلا: الأشجار والأعشاب ذات الأشواك التي تدمي يد الإنسان الممتدة إليها يتضايق منها الإنسان ويراها شيئا ضارا لا جدوى منه، بينما هي لتلك الأشجار والأعشاب في منتهى الأهميّة حيث تحرسها وتحفظها مِمّن يريد مسَّها بسوء.
ومثلا: انقضاض العقاب على العصافير والطيور الضعيفة يبدو منافيا للرحمة، والحال
فَتَحْتَ حجاب الطين والغبار والعواصف والأمطار الغزيرة في الربيع تختبئ ابتسامات الأزهار الزاهية بروعتها، وتحتجب رشاقة النباتات الهيفاء الساحرة الجميلة.. وفي ثنايا العواصف الخريفية المدمرة المكتسحة للأشجار والنباتات، والهازة للأوراق الخضراء من فوق الأفنان، حاملةً نذر البين، وعازفةً لحن الشجن والموت والاندثار، هناك بشارة الانطلاق من أسْرِ العمل لملايين الحشرات الرقيقة الضعيفة التي تتفتح للحياة في أوان تفتح الأزهار، فتحافظ عليها من قَرّ الشتاء وضغوط طقسه، فضلا عن أنّ أنواء الشتاء القاسية الحزينة تُهيءُ الأرض استعدادا لمقدم الربيع بمواكبه الجميلة الرائعة.
نعم، إنّ هناك تفتحا لأزهار معنوية كثيرة تختبئُ تحت ستار عصف العواصف إذا عصفت وزلزلة الأرض إذا تزلزلت، وانتشار الأمراض والأوبئة إذا انتشرت. فبذور القابليات، ونوى الاستعدادات الكامنة -التي لم تستنبت بعدُ- تتسنبل وتتجمل نتيجة حوادث تبدو قبيحة في ظاهر شأْنها، حتى كأنّ التقلبات العامة، والتحولات الكلية في الوجود إن هي إلّا أمطار معنوية تنـزل على تلك البذور لتستنبتها.
بَيْدَ أنّ الإنسان المفتون بالمظاهر والمتشبث بها والذي لا ينظر إلى الأمور والأحداث إلّا من خلال أنانيته ومصلحته بالذات، تراه تتوجَّه أنظارُه إلى ظاهر الأمور، وتنحصر فيها، فيحكم عليها بالقبح!.. وحيث إنّه يزن كل شيء بحسب نتائجه المتوجهة إليه فحسب، تراه يحكم عليه بالشر! علما أنّ الغاية من الأشياء إن كانت المتوجهةُ منها إلى الإنسان واحدةً، فالمتوجهة منها إلى أسماء صانعها الجليل تعدُّ بالألوف.
فمثلا: الأشجار والأعشاب ذات الأشواك التي تدمي يد الإنسان الممتدة إليها يتضايق منها الإنسان ويراها شيئا ضارا لا جدوى منه، بينما هي لتلك الأشجار والأعشاب في منتهى الأهميّة حيث تحرسها وتحفظها مِمّن يريد مسَّها بسوء.
ومثلا: انقضاض العقاب على العصافير والطيور الضعيفة يبدو منافيا للرحمة، والحال
Yükleniyor...