وتبطلينها بكفرانك النعم، وتغتصبينها بالتملك. فليس لكِ الفخر، بل الشكر. ولا تليق بكِ الشهرة، بل التواضع والحياء. وما عليكِ إلَّا الاستغفار، وملازمة الندم، لا المدح، فليس كمالك في الأنانيةِ، بل في الاستهداء.
نعم، يا نفسي! أنتِ في جسمي تشبهين الطبيعة في العالم، فأنتما «النفس والطبيعة» قد خُلقتما قابلين للخير، مرجعَين للشر. أيْ أنتما لستما الفاعل ولا المصدر، بل المنفعل ومحل الفعل، إلّا أنّ لكما تأثيرا واحدا فقط وهو تسببكما في الشر، عند عدم قبولكما الخير الوارد من الخير المطلق قبولا حسنا.
ثم إنّكما قد خُلقتما ستارَين، كي تُسنَد إليكما المفاسد والقبائح الظاهرية التي لا يُشاهد جمالُها، لتكونا وسيلتين لتنـزيه الذات الإلهية الجليلة. ولكنكما قد لبستما صورة تخالف وظيفتكما الفطرية، إذ تقلبان الخيرَ إلى شر لافتقاركما إلى القابليات، فكأنكما تشاركان خالقكما في الفعل!
فالذي يعبد النفس ويعبد الطبيعة إذن في منتهى الحماقة ومنتهى الظلم.
فيا نفسي! لا تقولي: إنّني مظهر الجمال، فالذي ينال الجمال يكون جميلا.. كلا، إنّكِ لم تتمثلي الجمال تمثلا تاما، فلا تكونين مظهرا له بل ممرا إليه.
ولا تقولي أيضا: إنّني قد اُنتُخبتُ من دون الناس كلِّهم، وهذه الثمرات إنما تظهر بوساطتي، بمعنى أنّ لي فضلا ومزيّة! كلا.. وحاشَ لله.. بل قد أعطيتِ تلك الثمرات لأنّكِ أحوجُ الناس إليها، وأكثرُهم إفلاسا وأكثرُهم تألما. (1)
النقطة الثانية
نوضح سرا من أسرار الآية الكريمة: ﹛﴿ اَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ﴾|﹜ (السجدة:٧)
نعم، إنّ كل شيء في الوجود، بل حتى ما يبدو أنّه أقبحُ شيء، فيه جهة حُسنٍ حقيقية، فما من شيء في الكون، وما من حادث يقع فيه إلّا وهو جميل بذاته، أو جميل بغيره، أيْ جميل بنتائجه
نعم، يا نفسي! أنتِ في جسمي تشبهين الطبيعة في العالم، فأنتما «النفس والطبيعة» قد خُلقتما قابلين للخير، مرجعَين للشر. أيْ أنتما لستما الفاعل ولا المصدر، بل المنفعل ومحل الفعل، إلّا أنّ لكما تأثيرا واحدا فقط وهو تسببكما في الشر، عند عدم قبولكما الخير الوارد من الخير المطلق قبولا حسنا.
ثم إنّكما قد خُلقتما ستارَين، كي تُسنَد إليكما المفاسد والقبائح الظاهرية التي لا يُشاهد جمالُها، لتكونا وسيلتين لتنـزيه الذات الإلهية الجليلة. ولكنكما قد لبستما صورة تخالف وظيفتكما الفطرية، إذ تقلبان الخيرَ إلى شر لافتقاركما إلى القابليات، فكأنكما تشاركان خالقكما في الفعل!
فالذي يعبد النفس ويعبد الطبيعة إذن في منتهى الحماقة ومنتهى الظلم.
فيا نفسي! لا تقولي: إنّني مظهر الجمال، فالذي ينال الجمال يكون جميلا.. كلا، إنّكِ لم تتمثلي الجمال تمثلا تاما، فلا تكونين مظهرا له بل ممرا إليه.
ولا تقولي أيضا: إنّني قد اُنتُخبتُ من دون الناس كلِّهم، وهذه الثمرات إنما تظهر بوساطتي، بمعنى أنّ لي فضلا ومزيّة! كلا.. وحاشَ لله.. بل قد أعطيتِ تلك الثمرات لأنّكِ أحوجُ الناس إليها، وأكثرُهم إفلاسا وأكثرُهم تألما. (1)
النقطة الثانية
نوضح سرا من أسرار الآية الكريمة: ﹛﴿ اَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ﴾|﹜ (السجدة:٧)
نعم، إنّ كل شيء في الوجود، بل حتى ما يبدو أنّه أقبحُ شيء، فيه جهة حُسنٍ حقيقية، فما من شيء في الكون، وما من حادث يقع فيه إلّا وهو جميل بذاته، أو جميل بغيره، أيْ جميل بنتائجه
Yükleniyor...