دستورها في الحياة: الجدال والخصام بدل التعاون، وشأن الخصام: التنازع والتدافع، ومن هذا تنشأ السفالة.

رابطتها الأساس بين الناس: العنصرية التي تنمو على حساب غيرها، وتتقوى بابتلاع الآخرين. وشأن القومية السلبية والعنصرية: التصادم المريع، وهو المشاهد. ومن هذا ينشأ الدمار والهلاك.

وخامستها: هي أن خدمتها الجذابة، تشجيع الأهواء والنوازع، وتذليل العقبات أمامهما، وإشباع الشهوات والرغبات. وشأن الأهواء والنوازع دائما: مسخ الإنسان، وتغيير سيرته، فتتغير بدورها الإنسانية وتمسخ مسخا معنويا.

إن معظم هؤلاء المدنيين، لو قلبتَ باطنَهم على ظاهرهم، لرأيت في صورتهم سيرة القرد والثعلب والثعبان والدب والخنـزير.

نعم، إن خيالك لَيَمَسُّ فراء تلك الحيوانات وجلودها.. وآثارهم تدل عليهم.

إنه لا ميزان في الأرض غير ميزان الشريعة. إنها رحمة مهداة نـزلت من سماء القرآن العظيم.

أما أسس مدنية القرآن الكريم ، فهي إيجابية تدور سعادتُها على خمسة أسس إيجابية.

نقطة استنادها: الحق بدل القوة، ومن شأن الحق دائما: العدالة والتوازن. ومن هذا ينشأ السلام ويزول الشقاء.

وهدفها: الفضيلة بدل المنفعة، وشأن الفضيلة: المحبة والتقارب، ومن هذا تنشأ السعادة وتزول العداوة.

دستورها في الحياة: التعاون بدل الخصام والقتال، وشأن هذا الدستور: الاتحاد والتساند اللذان تحيا بهما الجماعات.

وخدمتها للمجتمع: بالهدى بدل الأهواء والنوازع، وشأن الهدى: الارتقاء بالإنسان ورفاهه إلى ما يليق به مع تنوير الروح ومدّها بما يلزم.


Yükleniyor...