نعم، ما على الأرض من مخلوقات تُربّى بحكمة كاملة، وتُزيَّن بعناية كاملة، وتُسبغ عليها النعَم برحمة كاملة، وتُمدُّ بوسائل عيشها برأفة كاملة، فكُلّ منها لسان ناطق ومشير إلى الله الحكيم، الكريم، الرحيم، الرزّاق. وكُلّ منها أيضا يشير إلى وحدانيته.
كما أن ما على الأرض من حكمة ظاهرة يُستَشَفّ منها القصد والإرادة.. وما عليها من عناية عامة التي تتضمن تلك الحكمة.. وما عليها من رحمة تسع الوجود والتي تتضمن العناية والحكمة.. وما عليها من رزق شامل عام للأحياء وإعاشة كريمة لطيفة، والتي تتضمن الرحمة والعناية والحكمة.. فكلّ من هذه المظاهر وبمجموعها تدل دلالة عظيمة جدا على الحكيم، الكريم، الرحيم، الرزاق، وتدل على وجوب وجوده سبحانه وعلى وحدانيته وكمال ربوبيته. إذ إن ما في الحكمة من عناية، وما في العناية من رحمة، وما في الرحمة من إعاشة وإرزاق دلالات قاطعة وبمقياس واسع جدا على الواجب الوجود، بمثل دلالة الألوان السبعة على ضوء الشمس الذي يملأ النهار نورا.
فيا أيها الغافل الحائر الجاحد! كيف تفسر هذه التربية المكللة بالحكمة البالغة، والكرم الشامل، والرحمة الواسعة، والرزق الوفير، وبِمَ توضّح هذه المظاهر المعجزة؟
أفيمكن تفسيرُها بالمصادفة العشواء؟ أم يمكن توضيحُها بالقوة الميتة موات قلبك؟ أم يمكن ذلك بالطبيعة الصمَّاء صمَم عقلك؟ أم بالأسباب العاجزة الجامدة الجاهلة مثلك؟ أم تريد أن ترتكب خطأً جسيما -ما بعده خطأ- وهو إطلاقك صفات البارئ الجليل المنـزّه المتعال والقدير العليم السميع البصير، على «الطبيعة» العاجزة الجاهلة الصمَّاء العمياء؟
فبأيّ قوة يمكنك أن تطفئ سراجَ هذه الحقيقة الساطعة سطوع الشمس؟ وتحت أي ستار من أستار الغفلة يمكنك أن تسترها؟
النافذة السابعة عشرة
﹛﴿ اِنَّ فِي السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ لَاٰيَاتٍ لِلْمُؤْمِن۪ينَ ﴾|﹜ (الجاثية:٣)
إذا تأملنا وجه الأرض المبسوط أمامنا نَرى أن سخاءً مطلقا يتجلى في إيجاد الأشياء. فبينما يقتضي السخاءُ أن تكون الأشياء في فوضى وعدم انتظام، إذا بنا نشاهدها في غاية الانسجام ومنتهى الانتظام. شاهدْ جميعَ النباتات التي تزيّن وجه الأرض تَرَ هذه الحقيقة.
كما أن ما على الأرض من حكمة ظاهرة يُستَشَفّ منها القصد والإرادة.. وما عليها من عناية عامة التي تتضمن تلك الحكمة.. وما عليها من رحمة تسع الوجود والتي تتضمن العناية والحكمة.. وما عليها من رزق شامل عام للأحياء وإعاشة كريمة لطيفة، والتي تتضمن الرحمة والعناية والحكمة.. فكلّ من هذه المظاهر وبمجموعها تدل دلالة عظيمة جدا على الحكيم، الكريم، الرحيم، الرزاق، وتدل على وجوب وجوده سبحانه وعلى وحدانيته وكمال ربوبيته. إذ إن ما في الحكمة من عناية، وما في العناية من رحمة، وما في الرحمة من إعاشة وإرزاق دلالات قاطعة وبمقياس واسع جدا على الواجب الوجود، بمثل دلالة الألوان السبعة على ضوء الشمس الذي يملأ النهار نورا.
فيا أيها الغافل الحائر الجاحد! كيف تفسر هذه التربية المكللة بالحكمة البالغة، والكرم الشامل، والرحمة الواسعة، والرزق الوفير، وبِمَ توضّح هذه المظاهر المعجزة؟
أفيمكن تفسيرُها بالمصادفة العشواء؟ أم يمكن توضيحُها بالقوة الميتة موات قلبك؟ أم يمكن ذلك بالطبيعة الصمَّاء صمَم عقلك؟ أم بالأسباب العاجزة الجامدة الجاهلة مثلك؟ أم تريد أن ترتكب خطأً جسيما -ما بعده خطأ- وهو إطلاقك صفات البارئ الجليل المنـزّه المتعال والقدير العليم السميع البصير، على «الطبيعة» العاجزة الجاهلة الصمَّاء العمياء؟
فبأيّ قوة يمكنك أن تطفئ سراجَ هذه الحقيقة الساطعة سطوع الشمس؟ وتحت أي ستار من أستار الغفلة يمكنك أن تسترها؟
النافذة السابعة عشرة
إذا تأملنا وجه الأرض المبسوط أمامنا نَرى أن سخاءً مطلقا يتجلى في إيجاد الأشياء. فبينما يقتضي السخاءُ أن تكون الأشياء في فوضى وعدم انتظام، إذا بنا نشاهدها في غاية الانسجام ومنتهى الانتظام. شاهدْ جميعَ النباتات التي تزيّن وجه الأرض تَرَ هذه الحقيقة.
Yükleniyor...