في روضة فيحاء وسط ضيافة كريمة، فراح يتعاطى الخمرَ النجسة ليكسب لذة غير مشروعة، فَسَكر حتى بدأ يُخيّل إليه أنه في مكان قذرٍ، وبين ضوارٍ مفترسة، تصيبه الرعشةُ كأنه في شتاء، وبدأ يستصرخ ويستنجد فلم يشفق عليه أحد؛ لأنه تصوّر أصدقاءه الطيبين حيواناتٍ شرسةً، فحقّرهم وأهانهم.. وتوهم الأطعمةَ اللذيذة والأواني النظيفة التي في صالة الضيافة أحجارا ملوثة، فباشر بتحطيمها.. وظن الكتبَ القيمة والرسائل النفيسة في المجلس نقوشا عادية وزخارفَ لا معنى لها، وشرع بتمزيقها ورميها تحت الأقدام.. وهكذا.
فكما لا يكون هذا الشخصُ وأمثالُه، أهلا للرحمة ولا يستحق الرأفة، بل يستوجب التأديب والتأنيب، كذلك الحال مع مَن يتوهم بسُكر الكفر وجنونِ الضلالة الناشئين من سوء اختياره أن الدنيا التي هي مضيف الصانع الحكيم لعبةَ المصادفة العمياء، وألعوبة الطبيعة الصماء.. ويتصور تجديدَ المصنوعات لتجليات الأسماء الحسنى وعبورَها إلى عالم الغيب مع تيار الزمن، بعد أن أنهت مهامَّها واستنفدت أغراضَها، كأنها تصبّ في بحر العدم ووادي الانعدام وتغيب في شواطئ الفناء.. ويتخيل أصواتَ التسبيح والتحميد التي تملأ الأكوان والعوالم أنينا ونواحا يطلقه الزائلون الفانون في فراقهم الأبدي.. ويحسب صحائفَ هذه الموجودات التي هي رسائل صمدانية رائعة خليطا لا معنى له ولا مغزى.. ويخال بابَ القبر الذي يفتح الطريق إلى عالم الرحمة الفسيح نفقا يؤدي إلى ظلمات العدم.. ويتصور الأجَلَ الذي هو دعوة الوصال واللقاء بالأحباب الحقيقيين أوانَ فراق الأحبة جميعِهم!.
نعم، إن الذي يعيش في دوّامة هذه التصورات والأوهام يُلقي نفسَه في أتون عذاب دنيوي أليم، ففضلا عن أنه لا يكون أهلا لرحمة ولا لرأفة، يستحق عذابا شديدا، لتحقيره الموجودات، باتهامها بالعبثية، وتزييفه الأسماءَ الحسنى، بإنكار تجلياتها، وإنكاره الرسائلَ الربانية بردّه شهاداتِها على الوحدانية.
فيا أيها الضالون السفهاء، ويا أيها التعساء الأشقياء! تُرى هل يُجدي أعظمُ علومكم، وأعلى صروح حضارتكم وأرقى مراتب نبوغكم وأنفذُ خطط دهائكم شيئا أمام هذا السقوط المخيف المريع للإنسان؟ وهل يستطيع الصمودَ حيال هذا اليأس المدمّر للروح البشرية التواقة إلى السلوان؟ وهل يقدر ما تطلقون من «طبيعة» لكم، وما تسندون إليه الآثار الإلهية
فكما لا يكون هذا الشخصُ وأمثالُه، أهلا للرحمة ولا يستحق الرأفة، بل يستوجب التأديب والتأنيب، كذلك الحال مع مَن يتوهم بسُكر الكفر وجنونِ الضلالة الناشئين من سوء اختياره أن الدنيا التي هي مضيف الصانع الحكيم لعبةَ المصادفة العمياء، وألعوبة الطبيعة الصماء.. ويتصور تجديدَ المصنوعات لتجليات الأسماء الحسنى وعبورَها إلى عالم الغيب مع تيار الزمن، بعد أن أنهت مهامَّها واستنفدت أغراضَها، كأنها تصبّ في بحر العدم ووادي الانعدام وتغيب في شواطئ الفناء.. ويتخيل أصواتَ التسبيح والتحميد التي تملأ الأكوان والعوالم أنينا ونواحا يطلقه الزائلون الفانون في فراقهم الأبدي.. ويحسب صحائفَ هذه الموجودات التي هي رسائل صمدانية رائعة خليطا لا معنى له ولا مغزى.. ويخال بابَ القبر الذي يفتح الطريق إلى عالم الرحمة الفسيح نفقا يؤدي إلى ظلمات العدم.. ويتصور الأجَلَ الذي هو دعوة الوصال واللقاء بالأحباب الحقيقيين أوانَ فراق الأحبة جميعِهم!.
نعم، إن الذي يعيش في دوّامة هذه التصورات والأوهام يُلقي نفسَه في أتون عذاب دنيوي أليم، ففضلا عن أنه لا يكون أهلا لرحمة ولا لرأفة، يستحق عذابا شديدا، لتحقيره الموجودات، باتهامها بالعبثية، وتزييفه الأسماءَ الحسنى، بإنكار تجلياتها، وإنكاره الرسائلَ الربانية بردّه شهاداتِها على الوحدانية.
فيا أيها الضالون السفهاء، ويا أيها التعساء الأشقياء! تُرى هل يُجدي أعظمُ علومكم، وأعلى صروح حضارتكم وأرقى مراتب نبوغكم وأنفذُ خطط دهائكم شيئا أمام هذا السقوط المخيف المريع للإنسان؟ وهل يستطيع الصمودَ حيال هذا اليأس المدمّر للروح البشرية التواقة إلى السلوان؟ وهل يقدر ما تطلقون من «طبيعة» لكم، وما تسندون إليه الآثار الإلهية
Yükleniyor...