فقال المدَّعي ما يقوله الماديون: «إذن كُوني مالكةً لنفسك، فَلِمَ تقولين إنك تعملين في سبيل غيرك؟»
فأجابته الذرة: «لو كان لي عقل جبار كالشمس وعلم محيط كضوئها وقدرة شاملة كحرارتها وحواس ومشاعرُ واسعة كالألوان السبعة في ضيائها ووجه متوجّه إلى كل مكان أسيح فيه وعين ناظرة وكلام نافذ إلى كل موجود أتوجه إليه.. ربما كنتُ أتغابى مثلَك فأدّعي الحاكمية لنفسي!. تنحَّ عني فليس لك موضع فينا».
وعندما يئس داعيةُ الشرك من الذرة. قابل كريةً حمراء من الدم، علّه يظفر منها بشيء. فقال لها بلسان الأسباب ولغةِ الطبيعة ومنطقِ الفلسفة: «أنا لكِ رب ومالك!»
فردّت عليه الكريةُ الحمراء بلسان الحقيقة وبلغة الحكمة الربانية: «إنني لستُ وحيدةً منفردة، فأنا وأمثالي جميعا في جيش الدم الكثيف، نظامُنا واحد ووظائفُنا موحدة، نسير تحت إمرة آمرٍ واحد. فإن كنت تقدر على أن تملك زمامَ جميع ما في الدم من أمثالي، ولك حكمة دقيقة وقدرة عظيمة تحكمان سيطرتَهما على جميع خلايا الجسم التي نجول فيها ونُستخدَم لإنجاز مهماتٍ فيها بكل حكمة وانتظام، فهاتها. فلربما يكون عندئذٍ لدعواك معنى. ولكنك أيها المدَّعي لا تملك سوى قوةٍ عمياء وطبيعةٍ صماء، فلا تقدِرُ على أن تتدخل في شؤوننا ولو بمقدار ذرة، فضلا عن ادّعاء التملّك علينا؛ لأن النظام الذي يهيمن علينا دقيق وصارم إلى حدّ لا يمكن أن يحكُمنا إلّا من يرى كلَّ شيء ويسمعُ كلَّ شيء ويعلمُ كلَّ شيء ويفعلُ ما يشاء. ولهذا فاسكت. إذ لا تدعُ وظائفُنا الجليلةُ ودقتُها ونظامُها مجالا لنا لنسمع هذرَك..» وهكذا تطرده الكريةُ الحمراء.
ولمّا لم يجد ذلك المدَّعي بغيتَه فيها. ذهب فقابل خليةً في الجسم فقال لها بمنطق الفلسفة ولسان الطبيعة: «لم أتمكن من أن أُسمعَ دعواي إلى الذرة، ولا إلى الكرية الحمراء، فلعلّي أجد منك أذنا صاغية؛ لأنك لستِ إلّا حُجيرة صغيرة حاوية على أشياء متفرقة! ولهذا فإنني قادر على صنعك. فكوني مصنوعتي ومملوكتي حقا!»
فقالت له الخلية بلغة الحكمة والحقيقة: «إنني صغيرة جدا حقا، ولكنْ لي وظائفُ جليلةٌ وجسيمة، ولي علاقات وروابط وثيقة ودقيقة جدا مع جميع خلايا الجسم. فلي وظائف متقنة
فأجابته الذرة: «لو كان لي عقل جبار كالشمس وعلم محيط كضوئها وقدرة شاملة كحرارتها وحواس ومشاعرُ واسعة كالألوان السبعة في ضيائها ووجه متوجّه إلى كل مكان أسيح فيه وعين ناظرة وكلام نافذ إلى كل موجود أتوجه إليه.. ربما كنتُ أتغابى مثلَك فأدّعي الحاكمية لنفسي!. تنحَّ عني فليس لك موضع فينا».
وعندما يئس داعيةُ الشرك من الذرة. قابل كريةً حمراء من الدم، علّه يظفر منها بشيء. فقال لها بلسان الأسباب ولغةِ الطبيعة ومنطقِ الفلسفة: «أنا لكِ رب ومالك!»
فردّت عليه الكريةُ الحمراء بلسان الحقيقة وبلغة الحكمة الربانية: «إنني لستُ وحيدةً منفردة، فأنا وأمثالي جميعا في جيش الدم الكثيف، نظامُنا واحد ووظائفُنا موحدة، نسير تحت إمرة آمرٍ واحد. فإن كنت تقدر على أن تملك زمامَ جميع ما في الدم من أمثالي، ولك حكمة دقيقة وقدرة عظيمة تحكمان سيطرتَهما على جميع خلايا الجسم التي نجول فيها ونُستخدَم لإنجاز مهماتٍ فيها بكل حكمة وانتظام، فهاتها. فلربما يكون عندئذٍ لدعواك معنى. ولكنك أيها المدَّعي لا تملك سوى قوةٍ عمياء وطبيعةٍ صماء، فلا تقدِرُ على أن تتدخل في شؤوننا ولو بمقدار ذرة، فضلا عن ادّعاء التملّك علينا؛ لأن النظام الذي يهيمن علينا دقيق وصارم إلى حدّ لا يمكن أن يحكُمنا إلّا من يرى كلَّ شيء ويسمعُ كلَّ شيء ويعلمُ كلَّ شيء ويفعلُ ما يشاء. ولهذا فاسكت. إذ لا تدعُ وظائفُنا الجليلةُ ودقتُها ونظامُها مجالا لنا لنسمع هذرَك..» وهكذا تطرده الكريةُ الحمراء.
ولمّا لم يجد ذلك المدَّعي بغيتَه فيها. ذهب فقابل خليةً في الجسم فقال لها بمنطق الفلسفة ولسان الطبيعة: «لم أتمكن من أن أُسمعَ دعواي إلى الذرة، ولا إلى الكرية الحمراء، فلعلّي أجد منك أذنا صاغية؛ لأنك لستِ إلّا حُجيرة صغيرة حاوية على أشياء متفرقة! ولهذا فإنني قادر على صنعك. فكوني مصنوعتي ومملوكتي حقا!»
فقالت له الخلية بلغة الحكمة والحقيقة: «إنني صغيرة جدا حقا، ولكنْ لي وظائفُ جليلةٌ وجسيمة، ولي علاقات وروابط وثيقة ودقيقة جدا مع جميع خلايا الجسم. فلي وظائف متقنة
Yükleniyor...