الأساس الثاني
إنّ هناك ضرورةً ومقتضىً للحياة الأخرى.. وإن الذي يهب تلك الحياة والسعادة الأبدية قادر مقتدر.. وإن دمارَ العالم وموتَ الدنيا ممكن.. وإنه سيقع فعلا.. وإن الحشرَ وبعثَ العالم من جديد ممكن أيضا.. وإنه ستقع هذه الواقعة فعلا.
فهذه ستُّ مسائل. سنبيّنها بالتعاقب باختصار يقنع العقلَ، علما أننا قد سقنا في «الكلمة العاشرة» براهينَ جعلت القلوبَ ترقى إلى مرتبة الإيمان الكامل. ولكننا هنا نتناولها فحسب بما يقنع العقل ويبهتُه، كما فعل «سعيد القديم» في رسالة «نقطة من نور معرفة الله جلّ جلالُه».
نعم، إن هناك ما يقتضي الحياةَ الأخرى، وإن هناك مبررا للسعادة الأبدية، وإن البرهان القاطع الدّال على هذه الضرورة حدس يترشح من عشرة ينابيعَ ومداراتٍ:
المدار الأول
إذا تأملنا في أرجاء الكون نرى أن هناك نظاما كاملا وتناسقا بديعا مقصودا في جميع أجزائه. فنشاهد رشحاتِ الإرادة والاختيار، ولمعاتِ القصد في كل جهة.. حتى نبصر نورَ «القصد» في كل شيء، وضياءَ «الإرادة» في كل شأن، ولمعانَ «الاختيار» في كل حركة، وشعلةَ «الحكمة» في كل تركيب.
فشهادةُ ثمرات كل ما سبق تلفتُ الأنظار. وهكذا إن لم يكن هناك حياة أخرى وسعادة خالدة، فماذا يعنى هذا النظام الرصين؟ إنه سيبقى مجرّدَ صورةٍ ضعيفة باهتة واهية، وسيكون نظاما كاذبا دون أساس، وستذهب المعنوياتُ والروابط والنِسب -التي هي روح ذلك النظام والتناسق البديع- هباءً منثورا.. أي إن الحياةَ الأخرى والسعادةَ الأبدية، هي التي جعلت هذا «النظام» نظاما فعلا وأعطت له معنىً، لذا فنظامُ العالم هذا يشير إلى تلك السعادة الأبدية وحياة الخلود.
المدار الثاني
إنّ في خلق الكائنات تتضح حكمة جليّة. نعم، إن الحكمة الإلهية التي ترمز إلى عنايته الأزلية واضحة وضوحا تاما؛ فرعايةُ مصالح كل كائن، والتزامُ الفوائد والحِكَم فيها ظاهرة
إنّ هناك ضرورةً ومقتضىً للحياة الأخرى.. وإن الذي يهب تلك الحياة والسعادة الأبدية قادر مقتدر.. وإن دمارَ العالم وموتَ الدنيا ممكن.. وإنه سيقع فعلا.. وإن الحشرَ وبعثَ العالم من جديد ممكن أيضا.. وإنه ستقع هذه الواقعة فعلا.
فهذه ستُّ مسائل. سنبيّنها بالتعاقب باختصار يقنع العقلَ، علما أننا قد سقنا في «الكلمة العاشرة» براهينَ جعلت القلوبَ ترقى إلى مرتبة الإيمان الكامل. ولكننا هنا نتناولها فحسب بما يقنع العقل ويبهتُه، كما فعل «سعيد القديم» في رسالة «نقطة من نور معرفة الله جلّ جلالُه».
نعم، إن هناك ما يقتضي الحياةَ الأخرى، وإن هناك مبررا للسعادة الأبدية، وإن البرهان القاطع الدّال على هذه الضرورة حدس يترشح من عشرة ينابيعَ ومداراتٍ:
المدار الأول
إذا تأملنا في أرجاء الكون نرى أن هناك نظاما كاملا وتناسقا بديعا مقصودا في جميع أجزائه. فنشاهد رشحاتِ الإرادة والاختيار، ولمعاتِ القصد في كل جهة.. حتى نبصر نورَ «القصد» في كل شيء، وضياءَ «الإرادة» في كل شأن، ولمعانَ «الاختيار» في كل حركة، وشعلةَ «الحكمة» في كل تركيب.
فشهادةُ ثمرات كل ما سبق تلفتُ الأنظار. وهكذا إن لم يكن هناك حياة أخرى وسعادة خالدة، فماذا يعنى هذا النظام الرصين؟ إنه سيبقى مجرّدَ صورةٍ ضعيفة باهتة واهية، وسيكون نظاما كاذبا دون أساس، وستذهب المعنوياتُ والروابط والنِسب -التي هي روح ذلك النظام والتناسق البديع- هباءً منثورا.. أي إن الحياةَ الأخرى والسعادةَ الأبدية، هي التي جعلت هذا «النظام» نظاما فعلا وأعطت له معنىً، لذا فنظامُ العالم هذا يشير إلى تلك السعادة الأبدية وحياة الخلود.
المدار الثاني
إنّ في خلق الكائنات تتضح حكمة جليّة. نعم، إن الحكمة الإلهية التي ترمز إلى عنايته الأزلية واضحة وضوحا تاما؛ فرعايةُ مصالح كل كائن، والتزامُ الفوائد والحِكَم فيها ظاهرة
Yükleniyor...