الوجود تبقى صورتُها محفوظةً في كثير من الأذهان، كما يدوم قانونُ تراكيبها في مئات من بُذيراتها المتناهية في الصغر، فتمثّل بذلك نموذجا لنوع من البقاء بآلاف من الأوجه.
وما دام نموذجُ صورة الزهرة وقانونُ تركيبها، الشبيه جزئيا بالروح، باقيا ومحفوظا من قبل الحفيظ الحكيم في بُذيراتها الدقيقة بكل انتظام في خضم التقلبات الكثيرة، فلاشك أن روحَ البشر -التي هي قانون أمري نوراني تملك ماهيةً ساميةً، وهي ذاتُ حياةٍ وشعور، وخصائصَ جامعة شاملة جدا وعالية جدا، وقد ألبست وجودا خارجيا- لابدّ أنها باقية للأبد، ومشدودة بالسرمدية، وذات ارتباط مع الخلود دون أدنى شك. وكيف تدّعي إن لم تفهم هذا: إنني إنسان واعٍ..؟.
فهل يمكن أن يُسأل الحكيمُ ذو الجلال والحفيظُ الباقي الذي أدرج تصميمَ الشجرة الباسقة وحفِظَ قانونَ تركيبها الشبيه بالروح في بذرة متناهية في الصغر: كيف يُحافظ على أرواح البشر بعد موتهم؟.
المنبع الأول: أنفسيّ
أي إنّ كلَّ من يدقّق النظر في حياته ويفكّر مليّا في نفسه يُدرك أن هناك روحا باقيةً.
نعم، إنه بديهي أن كلَّ روحٍ رغم التبدل والتغير الجاري على الجسم عبرَ سني العمر تظلُّ باقيةً بعينها دون أن تتأثر، لذا فما دام الجسدُ يزول ويستحدث، مع ثبات الروح، فلابدّ أنّ الروح حتى عند انسلاخِها بالموت انسلاخا تاما، وزوال الجسد كلّه، لا يتأثر بقاؤها ولا تتغير ماهيتُها.. أي إنها باقية ثابتة رغم هذه التغيرات الجسدية. وكل ما هنالك أن الجسد يبدّل أزياءه تدريجيا طوال حياته مع بقاء الروح، أما عند الموت فيُجرَّدُ نهائيا وتثبت الروحُ. فبالحدس القطعي بل بالمشاهدة نرى أن الجسد قائم بالروح، أي ليست الروحُ قائمةً بالجسد، وإنما الروح قائمة ومسيطرة بنفسها. ومن ثم فتفرّق الجسدِ وتبعثرُه بأي شكل من الأشكال وتجمّعُه لا يضرّ باستقلالية الروح ولا يخـل بها أصلا. فالجسد عشّ الروح ومسكنُها وليس بردائها. وإنما رداءُ الروح غلاف لطيف وبدن مثالي ثابت إلى حدٍّ ما ومتناسب بلطافته معها. لذا لا تتعرّى الروحُ تماما حتى في حالة الموت، بل تخرج من عشّها لابسةً بدنَها المثالي وأرديتَها الخاصة بها.
وما دام نموذجُ صورة الزهرة وقانونُ تركيبها، الشبيه جزئيا بالروح، باقيا ومحفوظا من قبل الحفيظ الحكيم في بُذيراتها الدقيقة بكل انتظام في خضم التقلبات الكثيرة، فلاشك أن روحَ البشر -التي هي قانون أمري نوراني تملك ماهيةً ساميةً، وهي ذاتُ حياةٍ وشعور، وخصائصَ جامعة شاملة جدا وعالية جدا، وقد ألبست وجودا خارجيا- لابدّ أنها باقية للأبد، ومشدودة بالسرمدية، وذات ارتباط مع الخلود دون أدنى شك. وكيف تدّعي إن لم تفهم هذا: إنني إنسان واعٍ..؟.
فهل يمكن أن يُسأل الحكيمُ ذو الجلال والحفيظُ الباقي الذي أدرج تصميمَ الشجرة الباسقة وحفِظَ قانونَ تركيبها الشبيه بالروح في بذرة متناهية في الصغر: كيف يُحافظ على أرواح البشر بعد موتهم؟.
المنبع الأول: أنفسيّ
أي إنّ كلَّ من يدقّق النظر في حياته ويفكّر مليّا في نفسه يُدرك أن هناك روحا باقيةً.
نعم، إنه بديهي أن كلَّ روحٍ رغم التبدل والتغير الجاري على الجسم عبرَ سني العمر تظلُّ باقيةً بعينها دون أن تتأثر، لذا فما دام الجسدُ يزول ويستحدث، مع ثبات الروح، فلابدّ أنّ الروح حتى عند انسلاخِها بالموت انسلاخا تاما، وزوال الجسد كلّه، لا يتأثر بقاؤها ولا تتغير ماهيتُها.. أي إنها باقية ثابتة رغم هذه التغيرات الجسدية. وكل ما هنالك أن الجسد يبدّل أزياءه تدريجيا طوال حياته مع بقاء الروح، أما عند الموت فيُجرَّدُ نهائيا وتثبت الروحُ. فبالحدس القطعي بل بالمشاهدة نرى أن الجسد قائم بالروح، أي ليست الروحُ قائمةً بالجسد، وإنما الروح قائمة ومسيطرة بنفسها. ومن ثم فتفرّق الجسدِ وتبعثرُه بأي شكل من الأشكال وتجمّعُه لا يضرّ باستقلالية الروح ولا يخـل بها أصلا. فالجسد عشّ الروح ومسكنُها وليس بردائها. وإنما رداءُ الروح غلاف لطيف وبدن مثالي ثابت إلى حدٍّ ما ومتناسب بلطافته معها. لذا لا تتعرّى الروحُ تماما حتى في حالة الموت، بل تخرج من عشّها لابسةً بدنَها المثالي وأرديتَها الخاصة بها.
Yükleniyor...