والباطنة، وجميعَ لطائفه من عقل وقلب وحسّ، كاملة مكتملة، متفتحة منكشفة بحيث يحسّ بجميع دقائق الصنعة من ذلك المعرض البهيج، وجميع ما فيه من جمال ولطائف وغرائب، يحسّ بكلٍّ منها ويتذوقها، مع أنه جالس مع الرجل الأول.
فلئن كان هـذا حاصلا في هذه الدنيا المضطربة المؤلمة الضيقة، ويكون الفرقُ بينهما كالفرق بين الثرى والثريا، فلابد -بالطريق الأولى- أن يأخذ كل امرئٍ حظَّه من سُفرة الرحمن الرحيم، فـي دار السعادة والخلود، ويحسّ بما فيهـا على وفـق استعداداته، رغم كونه مع مَن يحب. فالجنانُ لا تمنع أن يكونا معا بالرغم من تفاوتهما، لأن طبقات الجنة الثماني، كلّ منها أعلى من الأخرى، إلّا أن عرش الرحمن سقفُ الكل. (4) إذ لو بُنيَت بيوت متداخلة حول جبل مخروطي، كلّ منها أعلى من الآخر، كالدوائر المحيطة بالجبل، فإن تلك الدوائر تعلو الواحدةُ على الأخرى، ولكن لا تمنع الواحدةُ الأخرى عن رؤية الشمس، فنورُ الشمس ينفذ في البيوت كلها. كذلك الجنانُ شبيهة بهذا المثال إلى حدٍ، كما يفهم من الأحاديث الشريفة.
سؤال: ورد في أحاديث شريفة ما معناه: أن المرأة من نساء أهل الجنة يُرى مُخُ سُوقها من وراء سبعين حُلّة، (5) ما معنى هذا وما المراد منه؟ وكيف يُعدّ هذا جمالا؟
الجواب: إنّ معناه جميل جدا، بل جمالُه في منتهى الحسن واللطف. وذلك: أنه في هذه الدنيا القبيحة الميتة التي أغلبُها قشر، يكفي للجمال والحسن أن يبدو جميلا للبصر، ولا يكون مانعا للألفة. بينما في الجنة التي هي جميلة وحيّة ورائعة وكلُّها لبّ محض لا قشرَ فيها تطلب حواسُ الإنسان كلّها، كالبصر، ولطائفُه كلَّها، أَخْذَ حظوظِ أذواقها المختلفة، ولذائذها المتباينة من الجنس اللطيف، وهنّ الحور العين، ومن نساء الدنيا لأهل الجنة، وهنّ يفضُلن الحور العين بجمالهن، بمعنى أن الحديث الشريف يشير إلى أنه ابتداء من أعلى طبقة من جمال الحُلل حتى مخ السيقان في داخل العظام، كلّ منها مدار ذوق لحسّ معيّن وللطيفة خاصة.
نعم؛ إنّ الحديث الشريف يشير بتعبيرِ «على كل زوجة سبعون حُلَّة، يُرى مخ سوقهما». أنّ الحور العين جامعة لكل نوع من أنواع الزينة والحسن والجمال المادية والمعنوية، التي تُشبع وتُرضي كلَّ ما في الإنسان من مشاعر وحواس وقوى ولطائف عاشقةٍ للحس، ومحبةٍ للذوق،
فلئن كان هـذا حاصلا في هذه الدنيا المضطربة المؤلمة الضيقة، ويكون الفرقُ بينهما كالفرق بين الثرى والثريا، فلابد -بالطريق الأولى- أن يأخذ كل امرئٍ حظَّه من سُفرة الرحمن الرحيم، فـي دار السعادة والخلود، ويحسّ بما فيهـا على وفـق استعداداته، رغم كونه مع مَن يحب. فالجنانُ لا تمنع أن يكونا معا بالرغم من تفاوتهما، لأن طبقات الجنة الثماني، كلّ منها أعلى من الأخرى، إلّا أن عرش الرحمن سقفُ الكل. (4) إذ لو بُنيَت بيوت متداخلة حول جبل مخروطي، كلّ منها أعلى من الآخر، كالدوائر المحيطة بالجبل، فإن تلك الدوائر تعلو الواحدةُ على الأخرى، ولكن لا تمنع الواحدةُ الأخرى عن رؤية الشمس، فنورُ الشمس ينفذ في البيوت كلها. كذلك الجنانُ شبيهة بهذا المثال إلى حدٍ، كما يفهم من الأحاديث الشريفة.
سؤال: ورد في أحاديث شريفة ما معناه: أن المرأة من نساء أهل الجنة يُرى مُخُ سُوقها من وراء سبعين حُلّة، (5) ما معنى هذا وما المراد منه؟ وكيف يُعدّ هذا جمالا؟
الجواب: إنّ معناه جميل جدا، بل جمالُه في منتهى الحسن واللطف. وذلك: أنه في هذه الدنيا القبيحة الميتة التي أغلبُها قشر، يكفي للجمال والحسن أن يبدو جميلا للبصر، ولا يكون مانعا للألفة. بينما في الجنة التي هي جميلة وحيّة ورائعة وكلُّها لبّ محض لا قشرَ فيها تطلب حواسُ الإنسان كلّها، كالبصر، ولطائفُه كلَّها، أَخْذَ حظوظِ أذواقها المختلفة، ولذائذها المتباينة من الجنس اللطيف، وهنّ الحور العين، ومن نساء الدنيا لأهل الجنة، وهنّ يفضُلن الحور العين بجمالهن، بمعنى أن الحديث الشريف يشير إلى أنه ابتداء من أعلى طبقة من جمال الحُلل حتى مخ السيقان في داخل العظام، كلّ منها مدار ذوق لحسّ معيّن وللطيفة خاصة.
نعم؛ إنّ الحديث الشريف يشير بتعبيرِ «على كل زوجة سبعون حُلَّة، يُرى مخ سوقهما». أنّ الحور العين جامعة لكل نوع من أنواع الزينة والحسن والجمال المادية والمعنوية، التي تُشبع وتُرضي كلَّ ما في الإنسان من مشاعر وحواس وقوى ولطائف عاشقةٍ للحس، ومحبةٍ للذوق،
Yükleniyor...