الفخر والعجب. فعلى المرء في هذه الخطوة أن لا يرى من نفسه إلّا القصورَ والنقصَ والعجزَ والفقرَ، وأن يرى كلَّ محاسنه وكمالاته إحسانا من فاطره الجليل، ويتقبَّلها نِعما منه سبحانه، فيشكر عندئذ بدلَ الفخر، ويحمدُ بدل المدح والمباهاة. فتزكيةُ النفس في هذه المرتبة هي في سر هذه الآية الكريمة: ﹛﴿ قَدْ اَفْلَحَ مَنْ زَكّٰيهَاۙ ﴾|﹜ (الشمس:٩). وهي أنْ تعلم بأن كمالَها في عدم كمالِها، وقدرتَها في عجزِها، وغناها في فقرِها، (أي كمالُ النفس في معرفة عدم كمالِها، وقدرتُها في عجزها أمام الله، وغناها في فقرها إليه).
الخطوة الرابعة
هي ما تعلّمُه الآية الكريمة: ﹛﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ اِلَّا وَجْهَهُ ﴾|﹜ . ذلك لأنّ النفسَ تتوهم نفسَها حرةً مستقلة بذاتها، لذا تدّعى نوعا من الربوبية، وتضمُر عصيانا حيال معبودها الحق. فبإدراك الحقيقة الآتية ينجو الإنسانُ من ذلك وهي أنّ كلَّ شيء بحدّ ذاته، وبمعناه الاسمي: زائل، مفقود، حادث، معدوم. إلّا أنه في معناه الحرفي، وبجهة قيامه بدور المرآةِ العاكسةِ لأسماء الصانع الجليل، وباعتبار مهامّه ووظائفه: شاهد، مشهود، واجد، موجود.
فتزكيتُها في هذه الخطوة هي معرفةُ أنّ عدمَها في وجودها ووجودَها في عدمها، أي إذا رأت ذاتَها وأعطت لوجودها وجودا، فإنها تغرق في ظلماتِ عدمٍ يسع الكائنات كلَّها. يعني إذا غفلتْ عن مُوجِدها الحقيقي وهو الله، مغترةً بوجودها الشخصي، فإنها تجد نفسَها وحيدة غريقة في ظلمات الفراق والعدم غير المتناهية، كأنها اليراعةُ في ضيائها الفردي الباهت في ظلمات الليل البهيم. ولكن عندما تترك الأنانيةَ والغرورَ ترى نفسَها حقا أنها لا شيء بالذات، وإنما هي مرآة تعكس تجليات مُوجِدِها الحقيقي، فتظفر بوجودٍ غير متناهٍ وتربح وجودَ جميع المخلوقات.
نعم، من يجد الله فقد وجدَ كلَّ شيء، فما الموجوداتُ جميعُها إلَّا تجلياتُ أسمائه الحسنى جلّ جلالُه .
الخطوة الرابعة
هي ما تعلّمُه الآية الكريمة: ﹛﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ اِلَّا وَجْهَهُ ﴾|﹜ . ذلك لأنّ النفسَ تتوهم نفسَها حرةً مستقلة بذاتها، لذا تدّعى نوعا من الربوبية، وتضمُر عصيانا حيال معبودها الحق. فبإدراك الحقيقة الآتية ينجو الإنسانُ من ذلك وهي أنّ كلَّ شيء بحدّ ذاته، وبمعناه الاسمي: زائل، مفقود، حادث، معدوم. إلّا أنه في معناه الحرفي، وبجهة قيامه بدور المرآةِ العاكسةِ لأسماء الصانع الجليل، وباعتبار مهامّه ووظائفه: شاهد، مشهود، واجد، موجود.
فتزكيتُها في هذه الخطوة هي معرفةُ أنّ عدمَها في وجودها ووجودَها في عدمها، أي إذا رأت ذاتَها وأعطت لوجودها وجودا، فإنها تغرق في ظلماتِ عدمٍ يسع الكائنات كلَّها. يعني إذا غفلتْ عن مُوجِدها الحقيقي وهو الله، مغترةً بوجودها الشخصي، فإنها تجد نفسَها وحيدة غريقة في ظلمات الفراق والعدم غير المتناهية، كأنها اليراعةُ في ضيائها الفردي الباهت في ظلمات الليل البهيم. ولكن عندما تترك الأنانيةَ والغرورَ ترى نفسَها حقا أنها لا شيء بالذات، وإنما هي مرآة تعكس تجليات مُوجِدِها الحقيقي، فتظفر بوجودٍ غير متناهٍ وتربح وجودَ جميع المخلوقات.
نعم، من يجد الله فقد وجدَ كلَّ شيء، فما الموجوداتُ جميعُها إلَّا تجلياتُ أسمائه الحسنى جلّ جلالُه .
Yükleniyor...