ومثال آخر: ﹛﴿ اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ فَاطِرِ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِ جَاعِلِ الْمَلٰٓئِكَةِ رُسُلًا اُو۬ل۪ٓي اَجْنِحَةٍ مَثْنٰى وَثُلٰثَ وَرُبَاعَۜ يَز۪يدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَٓاءُۜ اِنَّ اللّٰهَ عَلٰى كُلِّ شَيْءٍ قَد۪يرٌ ﴾ |﹜ (فاطر:١).
ففي هذه السورة يقول تعالى: إنّ فاطر السماوات والأرض ذا الجلال قد زيّن السماوات والأرض وبيّن آثار كماله على ما لا يعد من المشاهدين وجعلهم يرفعون إليه ما لا نهاية له من الحمد والثناء. وإنه تعالى زيّن الأرض والسماء بما لا يحد من النعم والآلاء. فتحمد السماواتُ والأرض بلسان نعمها وبلسان المنعَمين عليهم جميعا وتثنى على فاطرها «الرحمن». وبعد ذلك يقول: إنّ الله سبحانه الذي منح الإنسانَ والحيوانات والطيور من سكان الأرض أجهزة وأجنحة يتمكنون بها من الطيران والسياحة بين مدن الأرض وممالكها، والذي منح سكان النجوم وقصور السماوات، وهم الملائكة، كي تسيح وتطير بين ممالكها العلوية وأبراجها السماوية لابد أن يكون قادرا على كل شيء. فالذي أعطى الذبابة الجناح لتطير من ثمرة إلى أخرى، والعصفور ليطير من شجرة إلى أخرى، هو الذي جعل الملائكة أولي أجنحة لتطير من الزُهَرة إلى المشتري ومن المشتري إلى زُحَل.
ثم إن عبارة: ﹛﴿ مَثْنٰى وَثُلٰثَ وَرُبَاعَ ﴾|﹜ تشير إلى أن الملائكة ليسوا منحصرين بجزئية ولا يقيدهم مكان معين، كما هو الحال في سكان الأرض بل يمكن أن يكونوا في آن واحد في أربع نجوم أو أكثر.
فهذه الحادثة الجزئية، أي تجهيز الملائكة بالأجنحة تشير إلى عظمة القدرة الإلهية المطلقة العامة وتؤكدها بخلاصة ﹛﴿ اِنَّ اللّٰهَ عَلٰى كُلِّ شَيْءٍ قَد۪يرٌ ﴾|﹜.
نكتة البلاغة العاشرة
قد تذكر الآية ما اقترفه الإنسانُ من سيئات، فتزجره زجرا عنيفا، ثم تختمها ببعض من الأسماء الحسنى التي تشير إلى الرحمة الإلهية لئلا يلقيه الزجر العنيف في اليأس والقنوط.
فمثلا: ﹛﴿ قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُٓ اٰلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ اِذًا لَابْتَغَوْا اِلٰى ذِي الْعَرْشِ سَب۪يلًا ❀ سُبْحَانَهُ وَتَعَالٰى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَب۪يرًا ❀ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمٰوَاتُ السَّبْعُ وَالْاَرْضُ وَمَنْ ف۪يهِنَّۜ وَاِنْ مِنْ شَيْءٍ اِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِه۪ وَلٰكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْب۪يحَهُمْۜ اِنَّهُ كَانَ حَل۪يمًا غَفُورًا ﴾|﹜ (الإسراء:٤٢-٤٤).
ففي هذه السورة يقول تعالى: إنّ فاطر السماوات والأرض ذا الجلال قد زيّن السماوات والأرض وبيّن آثار كماله على ما لا يعد من المشاهدين وجعلهم يرفعون إليه ما لا نهاية له من الحمد والثناء. وإنه تعالى زيّن الأرض والسماء بما لا يحد من النعم والآلاء. فتحمد السماواتُ والأرض بلسان نعمها وبلسان المنعَمين عليهم جميعا وتثنى على فاطرها «الرحمن». وبعد ذلك يقول: إنّ الله سبحانه الذي منح الإنسانَ والحيوانات والطيور من سكان الأرض أجهزة وأجنحة يتمكنون بها من الطيران والسياحة بين مدن الأرض وممالكها، والذي منح سكان النجوم وقصور السماوات، وهم الملائكة، كي تسيح وتطير بين ممالكها العلوية وأبراجها السماوية لابد أن يكون قادرا على كل شيء. فالذي أعطى الذبابة الجناح لتطير من ثمرة إلى أخرى، والعصفور ليطير من شجرة إلى أخرى، هو الذي جعل الملائكة أولي أجنحة لتطير من الزُهَرة إلى المشتري ومن المشتري إلى زُحَل.
ثم إن عبارة: ﹛﴿ مَثْنٰى وَثُلٰثَ وَرُبَاعَ ﴾|﹜ تشير إلى أن الملائكة ليسوا منحصرين بجزئية ولا يقيدهم مكان معين، كما هو الحال في سكان الأرض بل يمكن أن يكونوا في آن واحد في أربع نجوم أو أكثر.
فهذه الحادثة الجزئية، أي تجهيز الملائكة بالأجنحة تشير إلى عظمة القدرة الإلهية المطلقة العامة وتؤكدها بخلاصة ﹛﴿ اِنَّ اللّٰهَ عَلٰى كُلِّ شَيْءٍ قَد۪يرٌ ﴾|﹜.
نكتة البلاغة العاشرة
قد تذكر الآية ما اقترفه الإنسانُ من سيئات، فتزجره زجرا عنيفا، ثم تختمها ببعض من الأسماء الحسنى التي تشير إلى الرحمة الإلهية لئلا يلقيه الزجر العنيف في اليأس والقنوط.
فمثلا: ﹛﴿ قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُٓ اٰلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ اِذًا لَابْتَغَوْا اِلٰى ذِي الْعَرْشِ سَب۪يلًا ❀ سُبْحَانَهُ وَتَعَالٰى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَب۪يرًا ❀ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمٰوَاتُ السَّبْعُ وَالْاَرْضُ وَمَنْ ف۪يهِنَّۜ وَاِنْ مِنْ شَيْءٍ اِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِه۪ وَلٰكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْب۪يحَهُمْۜ اِنَّهُ كَانَ حَل۪يمًا غَفُورًا ﴾|﹜ (الإسراء:٤٢-٤٤).
Yükleniyor...