مزية الجزالة الأولى
إن القرآن الكريم -ببياناته المعجزة- يبسط أفعال الصانع الجليل ويفرش آثاره أمام النظر، ثم يستخرج من تلك الأفعال والآثار الأسماءَ الإلهية، أو يثبت مقصدا من مقاصد القرآن الأساسية كالحشر والتوحيد.
فمن أمثلة المعنى الأول: قوله تعالى: ﹛﴿ هُوَ الَّذ۪ي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْاَرْضِ جَم۪يعًا ثُمَّ اسْتَوٰٓى اِلَى السَّمَٓاءِ فَسَوّٰيهُنَّ سَبْعَ سَمٰوَاتٍۜ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَل۪يمٌ ﴾|﹜ (البقرة:٢٩). ومن أمثلة المعنى الثاني: قوله تعالى: ﹛﴿ اَلَمْ نَجْعَلِ الْاَرْضَ مِهَادًاۙ ❀ وَالْجِبَالَ اَوْتَادًاۖ ❀ وَخَلَقْنَاكُمْ اَزْوَاجًا ﴾|﹜ إلى قوله تعالى: ﹛﴿ اِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ م۪يقَاتًا ﴾|﹜ (النبأ). ففي الآية الأولى: يعرض القرآن الآثار الإلهية العظيمة التي تدل بغاياتها ونظمها على علم الله وقدرته، يذكرها مقدّمةً لنتيجة مهمة وقصدٍ جليل ثم يستخرج اسم الله «العليم». وفي الآية الثانية: يذكر أفعال الله الكبرى وآثاره العظمى، ويستنتج منها الحشر الذي هو يوم الفصل، كما وُضّح في النقطة الثالثة من الشعاع الأول من الشعلة الأولى.
Yükleniyor...