أما سائرُ الكلمات الإلهية التي لا تنفد، فمنها ما هو مكالمة في صورة إلهامٍ نابع باعتبار خاص، وبعنوانٍ جزئي، وبتجلٍ خاص لاسم خصوصي، وبربوبية خاصة، وسلطانٍ خاص، ورحمةٍ خصوصية. فإلهاماتُ المَلَك والبشر والحيوانات مختلفة جدا من حيث الكلية والخصوصية.

الجزء الثالث

إن القرآن الكريم، كتاب سماوي يتضمن إجمالا كتبَ جميع الأنبياء المختلفةِ عصورُهم، ورسائلَ جميع الأولياءِ المختلفةِ مشاربُهم، وآثارَ جميعِ الأصفياء المختلفةِ مسالكُهُم..

جهاتُه الست مُشرقة ساطعة نقية من ظلمات الأوهام، طاهرة من شائبة الشبهات؛

إذ نقطةُ استناده: الوحيُ السماوي والكلامُ الأزلي باليقين..

هدفُه وغايتُه: السعادةُ الأبدية بالمشاهدة..

محتواه: هداية خالصة بالبداهة..

أعلاه: أنوارُ الإيمان بالضرورة..

أسفلُه: الدليلُ والبرهانُ بعلم اليقين..

يمينُه: تسليمُ القلب والوجدان بالتجربة..

يسارُه: تسخيرُ العقل والإذعانُ بعين اليقين..

ثمرتُه: رحمةُ الرحمن ودارُ الجنان بحق اليقين..

مقامُه: قبولُ المَلَك والإنس والجان بالحدس الصادق.

إنّ كل صفةٍ من الصفات المذكورة في تعريف القرآن الكريم بأجزائه الثلاثة، قد أُثبتت إثباتا قاطعا في مواضع أخرى أو ستُثبَت، فدعوانا ليستْ مجرد ادّعاء من دون دليل، بل كلّ منها مبرهنة بالبرهان القاطع.


Yükleniyor...