لا يستطيع المرور من البرزخ. وحيث إن القابليات متفاوتة، فقابلية بعضهم لا تكون منشأً لانكشاف بعض أركان الإيمان.

ثم إنّ ألوان تجليات الأسماء تتنوع حسب نيل المظاهر، وتُصبح متغايرةً، فلا يستطيع بعضُ مَن حظيَ بمظهر اسم من الأسماء أن يكون مدارا لتجليه تجليا كاملا، فضلا عن أنّ تجلي الأسماء تتخذ صورا مختلفة باعتبار الكلية والجزئية والظلية والأصلية. فيقصر بعضُ الاستعدادات عن اجتياز الجزئية والخروج من الظل. وقد يغلب اسم من الأسماء، حسب الاستعداد، فينفذُ حكمُه وحدَه، ويكون مهيمنا في ذلك الاستعداد. وهكذا، فهذا السر الغامض العميق وهذه الحكمة الواسعة، سنشير إليها ببضع إشارات ضمن تمثيل واسع تمازجُه الحقيقةُ إلى حد:

فلنفرض «زهرةً» ذات نقوش، و«قطرةً» ذات حياة عاشقةً للقمر، و«رشحةً» ذات صفاء متوجهة نحو الشمس، بحيث إن لكلٍ منها شعورا، ولكلٍ منها كمالا، وشوقا نحو ذلك الكمال. فهذه الأشياء الثلاثة تشير إلى حقائق كثيرة، فضلا عن إشاراتها إلى سلوك النفس والعقل والروح، وهي أمثلة لثلاث طبقات لأهل الحقيقة: (2)

أولاها: أهل الفكر، وأهل الولاية، وأهل النبوة.. فهذه الأشياء تشير إلى هؤلاء.

ثانيتها: السالكون إلى الحقيقة سعيا لبلوغ كمالهم بأجهزة جسمانية.. (أي عن طريق الحواس). والماضون إلى الحقيقة بالمجاهدة بتزكية النفس وإعمال العقل.. والسائرون إلى الحقيقة بتصفية القلب والإيمان والتسليم.. فهذه الأشياء أمثلة لهؤلاء.

ثالثتها: الذين حصروا السلوكَ إلى الحقيقة باستدلالهم، ولم يدَعوا الأنانيةَ والغرور، وأوغلوا في الآثار. والذين يتحرّون الحقيقةَ بالعلم والحكمة والمعرفة. والذين يصلون إلى الحقيقة سريعا بالإيمان والقرآن والفقر والعبودية.

فالأشياء الثلاثة تمثيلات، تشير إلى حكمة الاختلاف في الطوائف الثلاث المتفاوتة في الاستعدادات.

Yükleniyor...