تلك القصور عبارة عن إنسان، أما أهلُ القصر فهم جوارحُ الإنسان كالعين والأذن، ولطائفُه كالقلب والسر والروح، ونوازعُه كالهوى والقوة الشهوانية والغضبية. وكلُّ لطيفةٍ من تلك اللطائف مُعدّة لأداءِ وظيفةِ عبوديةٍ معينة ولها لذائذُها وآلامُها، أما النفس والهوى والقوة الشهوانية والغضبية فهي بحكم البوّاب وبمثابة الكلب الحارس. فإخضاع تلك اللطائف السامية إذن لأوامر النفس والهوى وطمسُ وظائفِها الأصلية لا شك يعتبر سقوطا وانحطاطا وليس ترقيا وصعودا.. وقس أنت سائر الجهات عليها.
النكتة الثالثة
إن الإنسان من جهة الفعل والعمل وعلى أساس السعي المادي حيوان ضعيف ومخلوق عاجز، دائرةُ تصرفاته وتملكه في هذه الجهة محدودة وضيقة، فهي على مدّ يده القصيرة، حتى إن الحيوانات الأليفة التي أعطي زمامُها بيد الإنسان قد تسرّبَ إليها من ضعف الإنسان وعجزِه وكَسَله حصة كبيرة. فإذا ما قيس مثلا الغنم والبقر الأهلي بالغنم والبقر الوحشي لظَهر فرق هائل وبون شاسع.
إلّا أن الإنسان من جهة الانفعال والقبول والدعاء والسؤال ضيف عزيز كريم في دار ضيافة الدنيا، قد استضافه المولى الكريمُ ضيافةً كريمةً حتى فتح له خزائنَ رحمته الواسعة وسـخّر له خَدَمه ومصنوعاته البديعة غير المحدودة، وهيأ لتنـزّهه واستجمامه ومنافعه دائرةً عظيمة واسعة جدا، نصفُ قُطرها مدُّ البصر بل مدُّ انبساط الخيال.
فإذا استند الإنسان إلى أنانيته وغروره واتخذ الحياةَ الدنيا غاية آماله، وكان جُهدُه وكدُّه لأجل الحصول على لذاتٍ عاجلةٍ في سعيه وراء معيشته. فسوف يغرق في دائرة ضيقة ويذهب سعيُه أدراجَ الرياح، وستشهد عليه يوم الحشر جميعُ الأجهزة والجوارح واللطائف التي أودعتْ فيه شاكيةً ضده، ساخطةً ثائرة عليه. أما إذا أدرك أنه ضيف عزيز، وتحرك ضمن دائرة مرضاة مَن نـزل عليه ضيفا وهو الكريمُ ذو الجلال، وصرَفَ رأسمال عمره ضمن الدائرة المشروعة فسوف يكون نشاطُه وعملُه ضمن دائرة فسيحة رحبة جدا تمتد إلى الحياة الأبدية الخالدة، وسيعيش سالما آمنا مطمئنا، ويتنفس الصعداء ويستروح، وبإمكانِهِ الصعودُ والرقي إلى أعلى علّيين. وستشهد له في الآخرة ما منحه الله من الأجهزة والجوارح واللطائف.
النكتة الثالثة
إن الإنسان من جهة الفعل والعمل وعلى أساس السعي المادي حيوان ضعيف ومخلوق عاجز، دائرةُ تصرفاته وتملكه في هذه الجهة محدودة وضيقة، فهي على مدّ يده القصيرة، حتى إن الحيوانات الأليفة التي أعطي زمامُها بيد الإنسان قد تسرّبَ إليها من ضعف الإنسان وعجزِه وكَسَله حصة كبيرة. فإذا ما قيس مثلا الغنم والبقر الأهلي بالغنم والبقر الوحشي لظَهر فرق هائل وبون شاسع.
إلّا أن الإنسان من جهة الانفعال والقبول والدعاء والسؤال ضيف عزيز كريم في دار ضيافة الدنيا، قد استضافه المولى الكريمُ ضيافةً كريمةً حتى فتح له خزائنَ رحمته الواسعة وسـخّر له خَدَمه ومصنوعاته البديعة غير المحدودة، وهيأ لتنـزّهه واستجمامه ومنافعه دائرةً عظيمة واسعة جدا، نصفُ قُطرها مدُّ البصر بل مدُّ انبساط الخيال.
فإذا استند الإنسان إلى أنانيته وغروره واتخذ الحياةَ الدنيا غاية آماله، وكان جُهدُه وكدُّه لأجل الحصول على لذاتٍ عاجلةٍ في سعيه وراء معيشته. فسوف يغرق في دائرة ضيقة ويذهب سعيُه أدراجَ الرياح، وستشهد عليه يوم الحشر جميعُ الأجهزة والجوارح واللطائف التي أودعتْ فيه شاكيةً ضده، ساخطةً ثائرة عليه. أما إذا أدرك أنه ضيف عزيز، وتحرك ضمن دائرة مرضاة مَن نـزل عليه ضيفا وهو الكريمُ ذو الجلال، وصرَفَ رأسمال عمره ضمن الدائرة المشروعة فسوف يكون نشاطُه وعملُه ضمن دائرة فسيحة رحبة جدا تمتد إلى الحياة الأبدية الخالدة، وسيعيش سالما آمنا مطمئنا، ويتنفس الصعداء ويستروح، وبإمكانِهِ الصعودُ والرقي إلى أعلى علّيين. وستشهد له في الآخرة ما منحه الله من الأجهزة والجوارح واللطائف.
Yükleniyor...