إليه وحده والسؤال منه، وليس المقصود إظهار الفقر إلى الناس والتذلل لهم والسؤال منهم بالتسول والاستجداء!».

أما ذلك المستَنَد أو الأمر الإداري أو البطاقة فهو أداءُ الفرائض وفي مقدمتها الصلوات الخمس واجتناب الكبائر.

- أهوَ هكذا ؟

نعم، إن جميع أهل الاختصاص والشهود وجميع أهل الذوق والكشف من العلماء المدققين والأولياء الصالحين متفقون على أنّ زادَ طريق أبد الآباد، وذخيرةَ تلك الرحلة الطويلة المظلمة ونورَها وبُراقَها ليس إلاّ امتثال أوامر القرآن الكريم واجتناب نواهيه، وإلّا فلا يُغني العلمُ والفلسفة والمهارة والحكمة شيئا في تلك الرحلة، بل تقف جميعُها منطفئةَ الأضواء عند باب القبر.

فيا نفسي الكسول! ما أخفّ أداء الصلوات الخمس واجتناب الكبائر السّبع وما أريَحَها وأيسرَها أمام عِظَم فوائدها وثمراتها وضرورتها! إن كنتِ فَطِنةً تفهمين ذلك. ألَا قولي لمن يدعوكِ إلى الفسق واللهو والسفاهة، وإلى ذلك الشيطان الخبيث الماكر:

لو كانت لديك وسيلة لقتل الموت، ولإزالة الزوال عن الدنيا، ولو كان عندك دواء لرفع العجز والفقر عن البشرية، ووساطة لغلق باب القبر إلى الأبد، فهاتها إذن وقُلْها لأسمع وأطيع.. وإلّا فاخرس، فإن القرآن الكريم يتلو آيات الكائنات في مسجد الكون الكبير هذا. فلننصت إليه، ولنتنّور بنوره، ولنعمل بهديه الحكيم، حتى يكون لسانُنا رطبا بذكره وتلاوته.

نعم، إن الكلام كلامُه. فهو الحقُّ، وهو الذي يُظهر الحقيقةَ وينشر آيات نور الحكمة.

Yükleniyor...