ولما كان القرآن الكريم يسوق جزالة البيان وبلاغة الكلام مقدّما ويكررهما كثيرا، فكأنّه يرمز إلى أنّ البلاغة والجزالة في الكلام، وهما من أسطع العلوم والفنون، سيلبسان أزهى حُللهما وأروعَ صوَرهما في آخر الزمان، حتى يغدو الناس يستلهمون أمضى سلاحهم من جزالة البيان وسِحره، ويستلمون أرهبَ قوتهم من بلاغة الأداء؛ وذلك عند بيان أفكارهم ومعتقداتهم لإقناع الآخرين بها، أو عند تنفيذ آرائهم وقراراتهم..
نحصل مما سبق: أنّ أكثر الآيات الكريمة إنما هي مفتاح لخزينة كمال فائق، ولكنـز علمي عظيم. فإن شئتَ أن تبلغ سماوات القرآن الكريم ونجومَ الآيات فاجعل (الكلمات العشرين السابقة) عشرينَ درجا لسلم الوصول إليها، (11) وشاهد بها مدى سطوع شمس القرآن العظيم، وتأمّل كيف ينشر القرآنُ نورَه باهرا على حقيقة الألوهية وحقائق الموجودات، والمخلوقات، وكيف ينشر الضياء الساطع على كل الموجودات.
النتيجة: ما دامت الآيات التي تخص معجزات الأنبياء عليهم السلام لها نوع من الإشارة إلى خوارق التقدم العلمي والصناعي الحاضر، ولها طراز من التعبير كأنّه يخط أبعد الحدود النهائية لها.. وحيث إنّه ثابت قطعا أنّ لكل آيةٍ دلالات على معانٍ شتى بل هذا متفق عليه لدى العلماء.. ولما كان هناك أوامر مطلقة لاتباع الأنبياء عليهم السلام والإقتداء بهم، لذا يصح القول: إنّه مع دلالة الآيات المذكورة سابقا على معانيها الصريحة هناك دلالات مشوّقة بأسلوب الإشارة إلى أهم العلوم البشرية وصناعاتها.
Yükleniyor...