والصناعة، التكنولوجيا الحديثة، والتي تعدّ حصيلة التقدم الإنساني ورقيِّه في مضمار الصناعة والعلم، أصبحت هذه الاختراعات موضع اهتمام الإنسان، وتبوّأت مكانة خاصة في حياته المادية. لذا فالقرآن الكريم الذي يخاطب البشريةَ قاطبة، لم يهمل هذا الجانب من حياة البشر، بل قد أشار إلى تلك الخوارق العلمية من جهتين:

الجهة الأولى: أشار إليها عند إشارته إلى معجزات الأنبياء عليهم السلام.

الجهة الثانية: أشار إليها عند سرده بعض الحوادث التاريخية.

فعلى سبيل المثال: فقد أشار إلى القطار في الآيات الكريمة الآتية: ﹛﴿ قُتِلَ اَصْحَابُ الْاُخْدُودِۙ ❀ اَلنَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِۙ ❀ اِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌۙ ❀ وَهُمْ عَلٰى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِن۪ينَ شُهُودٌۜ ❀ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ اِلَّٓا اَنْ يُؤْمِنُوا بِاللّٰهِ الْعَز۪يزِ الْحَم۪يدِ ﴾|﹜ (البروج:٤-٨). (6) وأيضا: ﹛﴿ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِۙ ❀ وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِه۪ مَا يَرْكَبُونَ ﴾|﹜ (يس:٤١-٤٢)

والآية الكريمة الآتية ترمز إلى الكهرباء علاوة على إشارتها إلى كثير من الأنوار والأسرار: ﹛﴿ اَللّٰهُ نُورُ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِۜ مَثَلُ نُورِه۪ كَمِشْكٰوةٍ ف۪يهَا مِصْبَاحٌۜ اَلْمِصْبَاحُ ف۪ي زُجَاجَةٍۜ اَلزُّجَاجَةُ كَاَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍۙ يَكَادُ زَيْتُهَا يُض۪ٓيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌۜ نُورٌ عَلٰى نُورٍۜ يَهْدِي اللّٰهُ لِنُورِه۪ مَنْ يَشَٓاءُ ﴾|﹜ (7) (النور:٣٥).

ولما كان الكثيرون من الفضلاء قد انصرفوا إلى هذا القسم، وبذلوا جهودا كثيرة في توضيحه، علما أنّ القيام ببحثه يتطلب دقة متناهية ويستدعي بسطا للموضوع أكثر من هذا وإيضاحا وافيا. فضلا عن وجود أمثلة وفيرة عليه، لذا لا نفتح هذا الباب، ونكتفي بالآيات المذكورة.

أما القسم الأول الذي يشير إلى تلك الاختراعات الشبيهة بالخوارق ضمن إشارات القرآن إلى معجزات الأنبياء.. سنذكر نماذج منه.

Yükleniyor...