مِيدِهَدْ هُوشَه گيرينْهَاىِ دَرِينْهَاىِ زَوَالِى اَزْ حُبِّ مَجَازِى

أمام هذا المنظر المعبّر يرد إلى الفكر هذا المعنى:

يذكّره بأنين حزين، وبكاء مرير، ينبعثان من أعمق الأعماق. المكلومين بألم الزوال الذي يصيب الأحبّة المجازية.

بَرْ سَرِ مَحْمُودْهَا نَغْمَه هَاىِ حُزْن اَنگيز اَيَازِى

إنّه يُسمع أنغام الفراق والألم الشجية على رؤُوس أشهاد العاشقين المفارقين لأحبتهم، كما فارق السلطان محمود محبوبَه.

مُرْدَهَا رَا نَغْمَهَاىِ اَزَلِى اَزْ حُزْن اَنگيز نَوَازِى

وكأنّ هذه الأشجار بنغماتها الرقيقة الحزينة، تُؤَدِّي مهمة إسماع أصداء الخلود لأولئك الأموات الذين انقطعوا عن محاورات الدنيا وأصدائها.

«رُوحَه» مِى آيَدْ اَزُ و زَمْزَمَه ى نَازُ و نِيَازِى

أمَّا الروح فقد تعلمت من هذه المشاهد: أنّ الأشياء تتوجه إلى تجليات أسماء الصانع الجليل بالتسبيح والتهليل فهي أصوات وأصداء تضرعاتها وتوسلاتها.

قَلْب مِى خَوانْد اَزِينْ آيَاتْهَا: سِرِّ تَوْحِيدْ زِعُلُوِّ نَظْمِ إِعْجَازِى

أمَّا القلب فإنه يقرأ من النظم الرفيع لهذا الإعجاز، سر التوحيد في هذه الأشجار كأنها آيات مجسمات. أيْ إنّ في خلق كل منها من خوارق النظام وإبداع الصنعة وإعجاز الحكمة، ما لو اتحدت أسباب الكون كلُّها، وأصبحت فاعلة مختارة، لعجزت عن تقليدها.

نَفْس مِى خَواهَدْ دَرْ اِين وَلْوَلَهَا.. زَلْزَلَهَا: ذَوْقِ بَاقِى دَرْ فَنَاىِ دُنيَا بَازِى

أمَّا النفس؛ فكلما شاهدت هذا الوضع للأشجار، رأتْ كأنّ الوجود يتدحرج في دوّامات الزوال والفراق. فتحرّت عن ذوقٍ باقٍ، فتلقت هذا المعنى: «إنّكِ ستجدين البقاء بترك عبادة الدنيا».

عَقْل مِى بِينَدْ اَزِينْ زَمْزَمَهَا.. دَمْدَمَهَا: نَظْمِ خِلْقَتْ، نَقْشِ حِكْمَتْ، كَنْزِ رَازِى


Yükleniyor...