الشعاع الثاني
قوله تعالى: ﹛﴿ اِنَّمَٓا اَمْرُهُٓ اِذَٓا اَرَادَ شَيْـًٔا اَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾|﹜ (يس:٨٢)
وقوله تعالى: ﹛﴿ اِنْ كَانَتْ اِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَاِذَا هُمْ جَم۪يعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴾|﹜ (يس:٥٣)
يا نفسي الغافلة! تقولين أنّ هذه الآيات الكريمة وأمثالهَا تفيد أن الأشياء خُلقت بمجرد أمر إلهي، وظَهَرت للوجود دفعة واحدة، بينما الآيات الكريمة الآتية: ﹛﴿ صُنْعَ اللّٰهِ الَّذ۪ٓي اَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾|﹜ (النمل:٨٨) و ﹛﴿ اَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ﴾|﹜ (السجدة:٧) وأمثالها من الآيات تبين أن الأشياء وُجدتْ تدريجيا، بقدرة عظيمة، وعلم محيط، وإتقان في الصُّنع ضمن حكمة بالغة. فأينَ وجهُ التوفيق بينهما؟
الجواب: نقول مستندين إلى فيض القرآن:
أولا: لا منافاةَ بين الآيات، إذ قسم من الموجودات يُخلق كما في الآيات الأولى، كالإيجاد في البدء، وقسم آخر يكون كما في الآيات التالية كإعادة المثل.
ثانيا: إن ما يُشاهد في الموجودات من منتهى النظام وغاية الإتقان ومنتهى الحسن في الصنعة وكمال الخلقة، ضمن سهولة وسرعة وكثرة وسعة، يشهد بوجود حقائق هذين القسمين من الآيات شهادة مطلقة. لذا لا داعي لأن يكون مدارُ البحث تحقق هذه الأمور في الخارج. وإنما يصح أن يقال: ما سرُّ حكمة هذين القسمين من الإيجاد والخلق؟.. لذا نشير إلى هذه الحكمة بقياس تمثيلي؛ فنقول مثلا:
إنّ صانعا ماهرا -كالخيّاط مثلا- يصرف مبالغ ويبذل جهدا ويزاول مهارةً وفنا، لكي يوجد شيئا جميلا يخص صنعته، فيعمل منه أنموذجا (موديلا) لمصنوعاته، إذ يمكنه أن يعمل أمثال تلك الصنعة بلا مصاريف ولا تكاليف وفي سرعة تامة، بل قد يكون الأمر أحيانا سهلا ويسيرا إلى درجة وكأنه يأمر والعمل يُنجَز، وذلك لأنه قد كسب انتظاما واطرادا دقيقا كالساعة وكأن العمل يتم بمجرد الأمر له.
يا نفسي الغافلة! تقولين أنّ هذه الآيات الكريمة وأمثالهَا تفيد أن الأشياء خُلقت بمجرد أمر إلهي، وظَهَرت للوجود دفعة واحدة، بينما الآيات الكريمة الآتية: ﹛﴿ صُنْعَ اللّٰهِ الَّذ۪ٓي اَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾|﹜ (النمل:٨٨) و ﹛﴿ اَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ﴾|﹜ (السجدة:٧) وأمثالها من الآيات تبين أن الأشياء وُجدتْ تدريجيا، بقدرة عظيمة، وعلم محيط، وإتقان في الصُّنع ضمن حكمة بالغة. فأينَ وجهُ التوفيق بينهما؟
الجواب: نقول مستندين إلى فيض القرآن:
أولا: لا منافاةَ بين الآيات، إذ قسم من الموجودات يُخلق كما في الآيات الأولى، كالإيجاد في البدء، وقسم آخر يكون كما في الآيات التالية كإعادة المثل.
ثانيا: إن ما يُشاهد في الموجودات من منتهى النظام وغاية الإتقان ومنتهى الحسن في الصنعة وكمال الخلقة، ضمن سهولة وسرعة وكثرة وسعة، يشهد بوجود حقائق هذين القسمين من الآيات شهادة مطلقة. لذا لا داعي لأن يكون مدارُ البحث تحقق هذه الأمور في الخارج. وإنما يصح أن يقال: ما سرُّ حكمة هذين القسمين من الإيجاد والخلق؟.. لذا نشير إلى هذه الحكمة بقياس تمثيلي؛ فنقول مثلا:
إنّ صانعا ماهرا -كالخيّاط مثلا- يصرف مبالغ ويبذل جهدا ويزاول مهارةً وفنا، لكي يوجد شيئا جميلا يخص صنعته، فيعمل منه أنموذجا (موديلا) لمصنوعاته، إذ يمكنه أن يعمل أمثال تلك الصنعة بلا مصاريف ولا تكاليف وفي سرعة تامة، بل قد يكون الأمر أحيانا سهلا ويسيرا إلى درجة وكأنه يأمر والعمل يُنجَز، وذلك لأنه قد كسب انتظاما واطرادا دقيقا كالساعة وكأن العمل يتم بمجرد الأمر له.
Yükleniyor...