«لو تلقى هؤلاء دروس الإيمان من رسائل النور في خمسةِ أسابيع، فإنه أجدى لإصلاحهم من إلقائهم في السجن خمسَ عشرةَ سنة».
فما دام الموت لا يَفْنى من الوجود، والأجلُ مستور عنا بستار الغيب، ويمكنه أن يَحُلَّ بنا في كل وقت.. وإنّ القبر لا يُغلق بابه.. وإنّ البشرية تغيب وراءَه قافلةً اِثر قافلة.. وان الموت نَفْسَه بحق المؤمنين ما هو إلّا تذكرةُ تسريحٍ وإعفاءٍ من الإعدام الأبدي -كما وضّح ذلك بالحقيقة القرآنية- وانه بحق الضالين السفهاء إعدام أبدي كما يشاهدونه أمامهم؛ إذ هو فراق أبدي عن جميع أحبّتهم وأقاربهم بل الموجودات قاطبة.. فلابُدَّ ولا شك بأنّ أسعد إنسان هو مَن يشكر ربَّه صابرا محتسبا في سجنه مستغلا وقته أفضلَ استغلال، ساعيا لخدمة القرآن والإيمان مسترشدا برسائل النور.
أيها الإنسان المبتلى بالملذات والمتع!
لقد علمتُ يقينا طوال خمس وسبعينَ سنة من العمر، وبألوف التجارب التي كسبتها في حياتي، ومثلها من الحوادث التي مرت عليّ أن الذوق الحقيقي، واللذة التي لا يشوبها ألم، والفرح الذي لا يكدّره حزن، والسعادة التامة في الحياة إنما هي في الإيمان، وفي نطاق حقائقه ليس إلّا. ومن دونه فإنّ لذةً دنيوية واحدة تحمل آلاما كثيرة كثيرة. وإذ تُقدِّمُ إليك الدنيا لذةً بقدر ما في حبة عنب تصفعك بعشر صفعات مؤلمات، سالبةً لذة الحياة ومتاعها.
أيها المساكين المبتلون بمصيبة السجن!
ما دامت دنياكم حزينة باكية، وإنّ حياتكم قد تعكرت بالآلام والمصائب، فابذلوا ما
Yükleniyor...