∑المقام الثاني>

بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ

حوار مع عدد من الشباب الذين تتجاذبهم الإغراءات والأهواء

ولكنهم لم يفقدوا بعدُ صوابهم.

طلب عدد من الشباب أن تُعينهم «رسائل النور» وتمدّ لهم يد النجدة سائلين:

كيف يمكننا أن ننقذ آخرتنا إزاء ما يحيط بنا في زماننا هذا من فتنة الإغراء وجاذبية الهوى وخداع اللهو؟

فأجبتهم باسم شخصية «رسائل النور» المعنوية قائلا:

القبر ماثل أمام الجميع! لا يمكن أن ينكره أحد. كلُّنا سندخله لا مناصَ! والدخول فيه بثلاثة طرق لا غيرها:

الطريق الأول: يؤدي إلى أن القبر باب ينفتح للمؤمنين إلى رياض جميلة وعالمٍ رحب فسيح أفضلُ وأجملُ من هذه الدنيا.

الطريق الثاني: يوصل إلى أن القبر باب لسجن دائم للمتمادين في الضلالة والغيّ -مع إيمانهم بالآخرة- فهم يعامَلون بجنس ما كانوا يعتقدونه ويرون الوجود والحياة من خلاله؛ فيُعزَلون عن جميع أحبتهم في هذا السجن الانفرادي، لعدم عملهم بما كانوا يعتقدونه.

الطريق الثالث: ينساق إليه مَن لا يؤمن بالآخرة من أرباب الضلالة، فإذا القبر باب إلى العدم المحض وإعدام نهائي له. والقبر في نظره مشنقة تُفنيه وتُفني معه جميعَ أحبته؛ فهذا هو جزاء جحوده بالآخرة.

هذان الشِّقان بديهيان، لا يحتاجان إلى دليل، إذ يمكن مشاهدتهما رأي العين.

فما دام الأجلُ مستورا عنا بستار الغيب، والموتُ يمكنه أن يدركنا في كل حين، يضرب


Yükleniyor...