السلطان العظيم، هو الله تعالى سلطان الأزل والأبد الملك القدوس ذو الجلال والإكرام الذي ﹛﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمٰوَاتُ السَّبْعُ وَالْاَرْضُ وَمَنْ ف۪يهِنَّ ..﴾|﹜ (الإسراء:٤٤) حيث ﹛﴿ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْب۪يحَهُ ﴾|﹜ (النور:٤١) وهو القدير ﹛﴿الَّذ۪ي خَلَقَ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضَ ف۪ي سِتَّةِ اَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوٰى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي الَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَث۪يثًاۙ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِاَمْرِهِ ﴾|﹜ (الأعراف:٥٤).

أما منازلُ ذلك القصر فهي ثمانيةَ عشرَ ألفا من العوالم (1) التي تزين كلّ منها وانتظم بما يلائمه من مخلوقات.. أما الصنائع الغريبة في ذلك القصر فهي معجزاتُ القدرة الإلهية الظاهرة في عالمنا لكل ذي بصر وبصيرة.. وما تراه من الأطعمة اللذيذة التي فيه، هي علاماتُ الرحمة الإلهية من الأثمار والفواكه البديعة التي تُشاهَد بكل وضوح في جميع مواسم السنة وخاصة في الصيف وبالأخص في بساتين «بارلا». ومطبخ هذا القصر هو سطح الأرض وقلبُها الذي يتّقد نارا.

وما رأيته في الحكاية من الجواهر في تلك الكنوز الخفية، هي في الواقع أمثلة لتجليات الأسماء الحسنى المقدسة. وما رأيناه من النقوش ورموزها، هي هذه المخلوقات المزيّنة للعالم وهي نقوش موزونة بقلم القدرة الإلهية الدالة على أسماء القدير ذي الجلال. أما ذلك المعلم الأستاذ فهو سيدنا، وسيد الكونين محمد ﷺ، ومساعدوه هم الأنبياء الكرام عليهم السلام. وتلاميذه هم الأولياء الصالحون، والعلماء الأصفياء. أما خدام السلطان العظيم فهم إشارة إلى الملائكة عليهم السلام في هذا العالم. وأما جميع مَن دُعُوا إلى دار ضيافة الدنيا فهم إشارة إلى الإنس والجن وما يخدم الإنسان من حيوانات وأنعام.

أما الفريقان:

فالأول: هم أهل الإيمان الذين يتتلمذون على مائدة القرآن الكريم الذي يفسّر آيات كتاب الكون .

والآخر: هم أهل الكفر والطغيان الصمّ البُكم الضالون الذين اتبعوا أهواءهم والشيطان، فما عرفوا من الحياة إلّا ظاهرها، فهم كالأنعام بل هم أضل سبيلا.

Yükleniyor...