برأسه كتف السماء -التي هي موج مكفوف- (35) رغم بُعده خمسمائة سنة من أيام الله عن كرتنا الأرضية، إذ يجوز أن يكون «قاف» شفافاً وغير مرئي كالسماء.

رابعاً: لِمَ لا يجوز أن يكون «قاف» سلسلة عظيمة تجلت في دائرة الأفق، مثلما أن اسم الأفق يكون مصدراً ل«قاف» لأنه أينما نظر المرء تتراءى له دائرة من سلاسلَ جبلية كالدوائر المتداخلة، وهكذا بالتدريج والتعاقب يَثْبت النظرُ ويبقى، مسلِّماً أمرَه إلى الخيال، حتى يتخيل الخيالُ دائرةً من سلاسل جبلية محيطة بالأرض تمس أطراف السماء. فتشاهَد متصلة بها بدلالة الكروية حتى لو كان البُعد خمسمائة سنة.

المسألة الرابعة

سد ذي القرنين

كما علمتَ أن العلمَ بوجود شيء غيرُ العلم بماهيته وكيفيته.

وأن القضية الواحدة تتضمن أحكاماً كثيرة، منها ضرورية، ومنها نظرية مختلَفٌ فيها.

وأن المقلّد المعاند إذا سأل أحداً عما رآه في كتاب -وإن كان محرفاً- على وجه الامتحان والتجربة وأجابه حتى عن معلومه الغائب عنه. فالجواب صحيح من جهتين:

إما أنه صحيح مباشرة، يطابق الواقع. أو بما يطابق معلومَ السائل المعانِدِ بالذات، أو بالتأويل. فكلا الوجهين صحيح.

فالجواب الواحد إذن يُرضي الواقع، لأنه حق، ويُقنع السائلَ لأنه يقدِر على تطبيقه على معلومِه، وإن لم يكن مراداً. وفي الوقت نفسه لا يجرح شأنَ المقام، لأن فيه -أي في الجواب- عقدةَ الحياة التي تستمد منها مقاصدُ الكلام بواعثَ حياتها.

وهكذا جواب القرآن.

سنميّز بعد الآن الضروريَ من غير الضروري؛

ومن الأحكام الضرورية المفهومة في الجواب القرآني والتي لا تقبل الإنكار:

Yükleniyor...