«يا هذا إن كرتنا الأرضية التي هي مهدُنا وقطارنا في فضاء العالم، ليست مجنونة فتشذَّ عن القاعدة الجارية والقانون الإلهي في الأجرام العلوية». ويُبرزون لك الخرائط دلائلَ مجسمة مفروشة أمامك.

إن شريعة الفطرة الإلهية المسماة بنظام خلق العالم، فَرضتْ على الأرض التي تسير سيرَ المريد المولوي العاشق (26) أن لا تشذّ عن صف النجوم المقتدية بالشمس. إذ قالت الأرض مع قرينتها السماءِ ﹛﴿ اَتَيْنَا طَٓائِع۪ينَ ﴾|﹜ (فصلت:١١)، والطاعة في الجماعة أفضل وأحسن.

نحصل مما سبق: أن الله سبحانه وتعالى خلق الأرضَ كما يشاء واقتضتها حكمته، ولم يخلقها كما تشتهي خيالاتُكم يا أهل الخيال، ولم يجعل عقولَكم مهندسة الكائنات.

تنبيه: من الأمور المشيرة إلى ضعف العقيدة أو إلى الميل إلى مذهب السوفسطائي أو إلى طالب الإسلام حديثاً ولمّا يتملكه.. هو الكلمة الحمقاء: «هذه الحقيقة منافية للدين!» لأن الذي يجد احتمالاً لمنافاة ما هو ثابت بالبرهان القاطع مع الدين -الذي هو الحق والحقيقة- ويخاف من هذه المنافاة لا يخلو من، إما أنه قد اختفى في دماغه سوفسطائي يشوش له الأمور، أو استتر في قلبه موسوس يثير الشغب والفوضى، أو أصبح طالباً للدين مجدداً يريد أن يتملكه بالتنقيد.

المسألة الثانية

لا يخفى أن «مسألة الثور والحوت» المشهورة دخيلةٌ في الإسلام وطفيلية عليه، أسلمتْ مع راويها. فإن شئتَ فراجع «المقدمة الثالثة» لترى من أي باب دخلت.

أما نسبتُها إلى ابن عباس رضي الله عنهما، فانظر إلى مرآة «المقدمة الرابعة» ترى سرّ إلحاقها به.

وبعد هذا فإن كونَ «الأرض على الثور والحوت» يروى فيه حديث: (27)

أولاً: لا نسلّم أنه حديث، لأن عليه علامة الإسرائيليات.


Yükleniyor...