من تجسم المعاني. ولا يُخلَط أحكامُ هذين العالمين قط. والمطّلع على لبّ كلام محي الدين بن عربي(∗) يصدّق هذا.
أما ما اشتهر بين العوام ومَن هم مثلهم أن «قاف» جبل محيط بالأرض متعدد، ما بين كل اثنين منه مسافة خمسمائة سنة، ذروتُه تمس السماء.. إلى آخر خيالاتهم، فاقتبِسْ من «المقدمة الثالثة» لتقويم هذه الخيالات، ثم ادخل في هذه الظلمات لعلك تجد زلال بلاغتها.
وإن أردت أن تعرف عقيدتي في هذه المسألة، فاعلم أنني أجزم بوجود «قاف» ولكن أحيل كيفيته إلى ثبوت حديث صحيح متواتر؛ فإن ثبت الحديث في بيان كيفيته أؤمن به على ما أراد النبي ﷺ الذي هو صدق وصحيح وحق، لا على ما تخيّله الناس، لأنه قد يكون المفهوم غيرَ المراد. وأما ما فهمناه من هذه المسألة فنعطيكه:
أولاً: إن جبل «قاف» هو سلسلة هيمالايا التي هي أم أعظم جبال «جامولار» التي هي سلسلة أحاطت بمعظم الشرق، والتي كانت حاجزة بين البدويين والمدنيين سابقاً، ويقال: إنه قد تشعب من عرق هذه السلسلة أكثر جبال الدنيا، ومن هذا الأصل نشأ الفكرُ المشهور بإحاطة «قاف» للدنيا.
ثانياً: إن عالم المثال برزخ بين عالَمي الشهادة وعالَم الغيب، فهو يشبه الأول صورةً والآخر معنىً، هذا المفهوم يحل ذلك المُعَمَّى واللغز.
فمن شاء أن يطّلع قليلاً على هذا العالَم (عالَم المثال) فله أن ينظر إليه بنافذة الكشف الصادق، أو بمنفذ الرؤيا الصادقة، أو بمنظار المواد الشفافة، أو على الأقل بشاشة الخيال الخلفية؛ فهناك دلائل كثيرة جداً على وجود هذا العالم، عالمِ المثال وتجسُّمِ المعاني فيه.
وبناء على هذا يمكن أن يكون «قاف» الموجود في هذه الكرة الأرضية بذرة «قاف» ذي عجائبَ موجودٍ في عالم المثال.
ثالثاً: إن مُلك الله واسع لا ينحصر في هذه الكرة الفقيرة. وفضاء الله أوسع ودنيا الله أعظم من أن يضيق ب«قاف» ذي عجائب. وليس خارجاً من الإمكان العقلي. إنه يناطح
أما ما اشتهر بين العوام ومَن هم مثلهم أن «قاف» جبل محيط بالأرض متعدد، ما بين كل اثنين منه مسافة خمسمائة سنة، ذروتُه تمس السماء.. إلى آخر خيالاتهم، فاقتبِسْ من «المقدمة الثالثة» لتقويم هذه الخيالات، ثم ادخل في هذه الظلمات لعلك تجد زلال بلاغتها.
وإن أردت أن تعرف عقيدتي في هذه المسألة، فاعلم أنني أجزم بوجود «قاف» ولكن أحيل كيفيته إلى ثبوت حديث صحيح متواتر؛ فإن ثبت الحديث في بيان كيفيته أؤمن به على ما أراد النبي ﷺ الذي هو صدق وصحيح وحق، لا على ما تخيّله الناس، لأنه قد يكون المفهوم غيرَ المراد. وأما ما فهمناه من هذه المسألة فنعطيكه:
أولاً: إن جبل «قاف» هو سلسلة هيمالايا التي هي أم أعظم جبال «جامولار» التي هي سلسلة أحاطت بمعظم الشرق، والتي كانت حاجزة بين البدويين والمدنيين سابقاً، ويقال: إنه قد تشعب من عرق هذه السلسلة أكثر جبال الدنيا، ومن هذا الأصل نشأ الفكرُ المشهور بإحاطة «قاف» للدنيا.
ثانياً: إن عالم المثال برزخ بين عالَمي الشهادة وعالَم الغيب، فهو يشبه الأول صورةً والآخر معنىً، هذا المفهوم يحل ذلك المُعَمَّى واللغز.
فمن شاء أن يطّلع قليلاً على هذا العالَم (عالَم المثال) فله أن ينظر إليه بنافذة الكشف الصادق، أو بمنفذ الرؤيا الصادقة، أو بمنظار المواد الشفافة، أو على الأقل بشاشة الخيال الخلفية؛ فهناك دلائل كثيرة جداً على وجود هذا العالم، عالمِ المثال وتجسُّمِ المعاني فيه.
وبناء على هذا يمكن أن يكون «قاف» الموجود في هذه الكرة الأرضية بذرة «قاف» ذي عجائبَ موجودٍ في عالم المثال.
ثالثاً: إن مُلك الله واسع لا ينحصر في هذه الكرة الفقيرة. وفضاء الله أوسع ودنيا الله أعظم من أن يضيق ب«قاف» ذي عجائب. وليس خارجاً من الإمكان العقلي. إنه يناطح
Yükleniyor...