المسألة الثالثة
جبل قاف
اعلم أن العلمَ بوجود شيء غيرُ العلم بنوعيته وماهيته. فلا بد من التمييز بين هاتين النقطتين. فكم من يقين الأصل تصرّف فيه الوهمُ حتى أخرجه من الإمكان إلى الامتناع... فشاوِر فيه «المقدمة السابعة» تُجبْك بلسان فصيح.
نعم، وكم من قطعي المتن تزاحمت الظنونُ في دلالته، بل تحيرت الأفهامُ بالإجابة عن السؤال: ما المراد؟. فشقق صَدَف «المقدمة الحادية عشرة» تجد هذه الجوهرة.
تنبيه: ولما كان هذا الأمر هكذا.. فلا يشير من قطعي المتن إلى «قاف» إلّا ﹛﴿ قٓ وَالْقُرْاٰنِ الْمَج۪يدِ ﴾|﹜ . بينما يجوز أن يكون ﹛﴿ قٓ ﴾|﹜ ك ﹛﴿ صٓ ﴾|﹜ ، فليس هو في شرق الدنيا بل في غرب الفم. فيسقط الدليل من اليقين بهذا الاحتمال.
ثم إن دليلاً آخر بعدم وجود قطعي الدلالة غير هذا، قولُ أحد مجتهدي الشريعة وهو القرافي(∗): «لا أصل له». (32)
أما نسبة كيفيته المشهورة إلى ابن عباس رضي الله عنه، (33) فانظر في مرآة «المقدمة الرابعة» ليتمثل لك وجه نسبتها. علماً أن كلَّ ما قاله ابن عباس كما لا يلزم أن يكون حديثاً، كذلك لا يلزم قبوله لكل ما نقله، لأن ابن عباس قد التفتَ قليلاً أيام شبابه إلى الإسرائيليات عن طريق الحكايات إظهاراً لبعض الحقائق.
وإذا قلت: إن لعلماء الصوفية تصويرات كثيرة حول «قاف». (34)
أقول جواباً: إن عالَم المثال المشهور هو ميدان جولانهم، فكما نتجرد من ملابسنا، فهم يتجردون من أجسادهم ويشاهدون ذلك المعرض الحاوي للعجائب والغرائب بالسير الروحاني، ف«قاف» متمثل في ذلك العالم كما يعرّفونه. إذ كما تتمثل السموات والنجوم في مرآة صغيرة، يتمثل أصغر الأشياء من عالم الشهادة -كالبذرة- شجرةً ضخمة في عالم المثال بتأثير
جبل قاف
اعلم أن العلمَ بوجود شيء غيرُ العلم بنوعيته وماهيته. فلا بد من التمييز بين هاتين النقطتين. فكم من يقين الأصل تصرّف فيه الوهمُ حتى أخرجه من الإمكان إلى الامتناع... فشاوِر فيه «المقدمة السابعة» تُجبْك بلسان فصيح.
نعم، وكم من قطعي المتن تزاحمت الظنونُ في دلالته، بل تحيرت الأفهامُ بالإجابة عن السؤال: ما المراد؟. فشقق صَدَف «المقدمة الحادية عشرة» تجد هذه الجوهرة.
تنبيه: ولما كان هذا الأمر هكذا.. فلا يشير من قطعي المتن إلى «قاف» إلّا ﹛﴿ قٓ وَالْقُرْاٰنِ الْمَج۪يدِ ﴾|﹜ . بينما يجوز أن يكون ﹛﴿ قٓ ﴾|﹜ ك ﹛﴿ صٓ ﴾|﹜ ، فليس هو في شرق الدنيا بل في غرب الفم. فيسقط الدليل من اليقين بهذا الاحتمال.
ثم إن دليلاً آخر بعدم وجود قطعي الدلالة غير هذا، قولُ أحد مجتهدي الشريعة وهو القرافي(∗): «لا أصل له». (32)
أما نسبة كيفيته المشهورة إلى ابن عباس رضي الله عنه، (33) فانظر في مرآة «المقدمة الرابعة» ليتمثل لك وجه نسبتها. علماً أن كلَّ ما قاله ابن عباس كما لا يلزم أن يكون حديثاً، كذلك لا يلزم قبوله لكل ما نقله، لأن ابن عباس قد التفتَ قليلاً أيام شبابه إلى الإسرائيليات عن طريق الحكايات إظهاراً لبعض الحقائق.
وإذا قلت: إن لعلماء الصوفية تصويرات كثيرة حول «قاف». (34)
أقول جواباً: إن عالَم المثال المشهور هو ميدان جولانهم، فكما نتجرد من ملابسنا، فهم يتجردون من أجسادهم ويشاهدون ذلك المعرض الحاوي للعجائب والغرائب بالسير الروحاني، ف«قاف» متمثل في ذلك العالم كما يعرّفونه. إذ كما تتمثل السموات والنجوم في مرآة صغيرة، يتمثل أصغر الأشياء من عالم الشهادة -كالبذرة- شجرةً ضخمة في عالم المثال بتأثير
Yükleniyor...