وهكذا.. ففي الوقت الذي رأيت عالم الإنسان هذا غارقاً في مثل هذه الظلمات وإذ أنا على وشك الصراخ من أعماق قلبي وروحي وعقلي، بل بجميع مشاعري بل بجميع ذرات وجودي، إذا بالنور المنبعث من القرآن والإيمان الراسخ الناشئ منه، يحطّم ذلك المنظار المضلّ، ويهب لعقلي بصراً نافذاً أرى به الأسماء الإلهية الحسنى وقد أشرقتْ كالشمس الساطعة من بروجها؛ فاسم الله «العادل» رأيته بازغاً من برج «الحكيم»، واسم «الرحمن» من برج «الكريم»، واسم «الرحيم» من برج «الغفور» (أي بمعناه)، واسم «الباعث» من برج «الوارث»، واسم «المحيي» من برج «المحسن»، واسم «الرب» من برج «المالك»... فأضاءت هذه الأسماءُ بنورها الباهر عوالمَ كثيرة داخل عالم الإنسان المظلم، وحوّلَتها إلى عوالم مشرقة بهيجة، كما بددتْ تلك الحالاتِ الجهنّميةَ بما فَتحتْ من نوافذ إلى عالم الآخرة، حتى نثرت الأنوارَ إلى جميع جوانب ذلك العالم البائس للإنسان. فقلتُ: «الحمد لله.. الشكر لله.. بعدد ذرات العالم»، ورأيت بعين اليقين وعلمتُ علم اليقين: «أن في الإيمان حقّاً جنةً معنوية، وأن في الضلال جحيماً معنوياً أيضاً في هذه الدنيا ذاتها».
ثم ظهر في تلك الجولة عالمُ كرة الأرض، فعكستْ القوانينُ العلميةُ المظلمة بالفلسفة غيرُ المنقادة للدين، إلى خيالي عالماً في منتهى الغرابة والدهشة؛ إذ تأملتُ هذه الأرض التي
Yükleniyor...