وأخيراً يُقبِل «حب الراحة والدعة» الذي هو أم المصائب ووكر الرذائل فيصفّد الهمة الكريمة بسلاسله وأغلاله ويقعدها عن طلب معالي الأمور ويقذفها في هاوية السفالة والذلة.. فعليكم أن تُخرجوا على ذلك السفاح الساحر، البطلَ المجاهد في الآية الكريمة:
[حقاً إن لكم في الجهاد وتحمّلِ المشاق راحة كبرى، وإن الذي يملك فطرةً حساسةً راحتُه في السعي والعمل].
كان الذين لا يعرفونني في أثناء تجوالي ينظرون إلى ملابسي ويحسبونني تاجراً، ويسألون:
أأنت تاجر؟
- نعم، وكيمياوي كذلك!
- كيف؟
- هناك مادتان، أمزجهما معاً، فيولدان ترياقاً شافياً، وضياء كهربائياً.
- أين هما؟
- في سُوق المدنية والفضيلة صندوقٌ يمشي على رجلين مكتوب عليه: «الإنسان»، فيه جوهر ساطع أو أسود قاتم وهو القلب.
- وما المادتان.
- الإيمان والمحبة، والوفاء والحمية.
الجريدة السيارة
أبو لاشيء، ابن الزمان، أخو العجائب، رفيق الغرائب.
بديع الزمان سعيد النورسي
Yükleniyor...